لقي 39 شخصا مصرعهم اليوم بنيران قوات الأمن السورية أغلبهم في إدلب شمالي غربي البلاد، في وقت تحدث ناشطون عن مقتل سبعة من عناصر الأمن في هجوم شنه منشقون عن الجيش في نفس المحافظة، فيما أعلنت السلطات السورية أنها أحبطت محاولة تسلل قامت بها مجموعة مسلحة من تركيا. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن من بين القتلى ستة مدنيين سقطوا نتيجة إطلاق قوات الأمن النار على مشيعين لجنازة في إدلب. وأوضح المرصد أن سبعة من عناصر الأمن لقوا مصرعهم في هجوم شنه منشقون على موكب أمني كان يسير على طريق إدلب باب الهوى، وأشار إلى أن العملية جاءت ردا على مقتل 11 شخصا وإصابة العشرات في هجوم نفذته قوات الأمن والشبيحة فجر اليوم في قريتي معرة مصرين وكفر يحمول بإدلب. وأوضحت الهيئة العامة للثورة السورية أن حمص شهدت إطلاق نار كثيفا سمع بكل من الخالدية والقصير فيما قامت قوات الأمن بكسر المحلات وإطلاق النار عليها في باب السباع، كما تحدثت عن عملية قنص للمدنيين في دير بعلبة. وأكدت الهيئة أن مواطنا تركيا يحمل الجنسية السعودية قتل اليوم بعد أن فتحت قوات الأمن النار على سيارته. وفي خربة غزالة بمحافظة درعا أفاد ناشطون بأن انفجارين هزا وسط البلدة بالتزامن مع إطلاق نار كثيف. وأشارت الهيئة إلى أن عددا من المدن بدمشق وريفها تعاني من انقطاع للغاز والكهرباء والماء منذ عدة أيام، معتبرة أن تلك المدن أصبحت منكوبة. وجاءت هذه التطورات بينما يدخل "إضراب الكرامة" يومه الثالث ضمن سلسلة من الخطوات التصعيدية التي ترمي إلى ممارسة المزيد من الضغوط على النظام السوري. وأكد ناشطون سوريون أن المرحلة الأولى من "إضراب الكرامة" تهدف لإقفال الحارات الفرعية، والتوقف عن تسيير العمل في المراكز الوظيفية، وإغلاق الهاتف الجوال. وتتضمن المرحلة الثانية البدء في إضراب المحال التجارية. أما المرحلة الثالثة، فتشمل الهيئات التعليمية عبر إضراب الجامعات. ويسعى ناشطو الثورة إلى شل قطاع النقل وإغلاق الطرق بين المدن في المرحلة الرابعة. وتستهدف المرحلة الخامسة القطاع العام عبر إضراب موظفي الدولة، في حين ستبدأ خطوة إغلاق الطرق الدولية في المرحلة السادسة الأخيرة. من جانب آخر قالت وكالة الأنباء السورية (سنا) إن قوات الأمن اشتبكت اليوم الثلاثاء مع مجموعة مسلحة في إدلب، ونقلت عن مصدر رسمي قوله إن الجماعة كانت قادمة من قرى تمصرين وكفر يحمول وحزانو، وأدى الاشتباك إلى سقوط عدد من القتلى والمصابين، لم تحدد الوكالة عددهم. وقالت الوكالة إن قوات حرس الحدود بإدلب أحبطت مساء أمس محاولة تسلل مجموعة مسلحة من تركيا مكونة من 15 عنصرا فقتلت اثنين من عناصرها وأصبت الباقي. وهو الأمر الذي نفته تركيا. وردا على اتهام النظام لتركيا بتسهيل دخول مقاتلين معارضين من أراضيها إلى سوريا، قال دبلوماسي تركي اليوم لوكالة الصحافة الفرنسية "إن تركيا لا تسمح مطلقا بأي هجوم على بلدان أخرى أو مجاورة انطلاقا من أراضيها". وتستقبل تركيا حوالى 7500 سوري هربوا خوفا من قمع المظاهرات المناهضة للحكومة في بلادهم. كما تستقبل أيضا منشقين عن الجيش السوري بينهم العقيد رياض الأسعد قائد ما يعرف بالجيش السوري الحر. من جهة ثانية أعلنت وكالة الأنباء السورية أن "مجموعة إرهابية مسلحة" فجرت أنبوب غاز قرب مدينة الرستن في حمص بدون وقوع ضحايا، وهو رابع حادث يستهدف البنى التحتية لنقل النفط والغاز منذ مارس/آذار الماضي. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن ناشط في المكان "أن لا علاقة للثوار أو المنشقين بتفجير الخط بين بلدة تلبيسة ومدينة الرستن".