ذكرت مصادر من الشرطة الإسبانية اليوم الثلاثاء أن علي الدحماني، المهاجر المغربي الذي قتل زوجته المغربية بمدينة مدريد الجمعة الماضية أمام أعين أطفالهما الثلاثة، قد بوضع حد لحياته شنقا بأحد السجون القريبة من العاصمة الإسبانية أمس الاثنين. وأوضحت ذات المصادر أن المواطن المغربي، الذي يبلغ من العمر 38 سنة، عثر عليه مشنوقا بمراحيض مستشفى السجن، حيث تمكن من خداع الحراس بعد دخوله المراحيض لقضاء حاجته فوضع حدا لحياته مستعملا الملابس التي كان يرتديها كمشنقة. هذا وكان علي الدحماني قد رفض الإدلاء بأقواله أمام المصالح الأمنية بمدريد، بعد أن سلم نفسه للشرطة، بعد أن عاش حي تطوانبمدريد، منذ الجمعة الماضية حالة حداد وحزن عميقين إثر العثور على مهاجرة مغربية "فاطمة أ ف"البالغة من العمر 39عاما جثة هامدة بعد أن تلقت ست طعنات بسكين في أنحاء مختلفة من جسمها وبجانبها رضيعها ذو العشرة أيام وطفلتيها (3و5سنوات). وأوضحت مصادر مطلعة، أن إحدى بنات اخت الضحية هي من اكتشفت مقتل الأخيرة بعد أن كان لها موعد معها يوم الجمعة ولم تحضر مما جعلها تذهب إلى بيت خالتها(الضحية) لتتفاجأ لما أخبرتها بنت الضحية من شرفة المنزل: "أمي لا تستطيع الحراك، أمي ميتة". ولما فتحت بيت خالتها وجدتها جثة هامدة بجانب رضيعها وطفلتيها، في مشهد درامي مروع هز سكان الحي وإسبانيا بأكملها. ووفق المعلومات التي حصلت عليها "أندلس برس"، فإن الجاني، فر من المنزل مباشرة بعد اقتراف فعلته وأن الجريمة وقعت فجر يوم الجمعة الماضية وتم ساعات بعد ذلك، في حين كان الجاني هو من سلم نفسه للمفوضية العليا للشرطة بمدريد مساء الجمعة بعدما صدرت في حقه مذكرة بحث أمنية على صعيد التراب الإسباني. هذا وقد رفض الجاني الادلاء بأقواله خلال التحقيق الذي قامت به مفوضية الشرطة قبل إحالته على قاضي التحقيق بعد مكوثه 24ساعة رهن الحراسة النظرية ما جعل دوافع الجريمة تبقى غامضة، في حين تم نقل الرضيع الذي بلغ يوم مقتل أمه يومه العاشر إلى مستشفى "لاباث" بالعاصمة مدريد. وذكرت مصادر مقربة من عائلة الضحية ل"أندلس برس" أن المنتحر والضحية، التي تقيم في الديار الإسبانية منذ 13 سنة، كانا دائمي الخصومة بسبب تكاسل الجاني وعدم تأمينه لمصاريف البيت مما كان يضطر الضحية للعمل كخادمة في البيوت لتأمين حاجيات الأسرة.
على صعيد اخر، علمت "أندلس برس، أن طفلتي الضحية(3و5سنوات) تم نقلهما إلى مركز مستشارية العائلة والشؤون الاجتماعية بمدريد الخاصة بالقاصرين، حيث يمكثن منذ الجمعة الماضي، في الوقت الذي دخلت فيه عائلة الضحية على الخط وطالبت شقيقتها من الدوائر المسؤولة منحها رعاية الأبناء الثلاثة وهو ما تدرسه راهنا المصالح الاجتماعية الاسبانية قصد معرفة امكانيات ومدى قدرات أخت الضحية التي طلبت التكفل بهم. وتساءل العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بمدريد عن مدى نجاعة تدخل الدبلوماسية المغربية في الفاجعة التي هزت جهة تطوان بالعاصمة مدريد لاسيما أن القضية اجتماعية تتطلب التفاتة السفارة والقنصلية العامة بحكم انها حادثة تفرض اعانة اجتماعية في اشارة إلى وجود ثلاثة يتامى قاصرين والذين يوجودون تحت حماية المصالح الاجتماعية الإسبانية في الوقت الذي تساءل ناشط حقوقي مغربي عن دور العون الاجتماعي الذي تحدث عنه وزير المكلف بالجالية المغربية بالخارج والذي قال مرارا وتكرارا في خطاباته أن الوزارة ستضع لجن اجتماعية في القنصليات علما أن عائلة الضحية ستكون محتاجة للإعانات لاسيما إذا تحدثنا عن تكفل اخت الضحية بحضانة ثلاث قاصرين رضيع وطفلتين 3و5سنوات في زمن الازمة الاقتصادية التي يعيشها المهاجرون ما يتطلب تدخل الدبلوماسية المغربية ومؤسسة محمد السادس قصد مساعدة أخت الضحية التي طالبت السلطات الاسبانية بتحمل مسؤولية رعاية أبناء الراحلة في قرار شجاع يتطلب دعمه والوقوف بجانبه.