ما يزال مسلسل المعاملة السيئة ضد المواطنين المغاربة في نقاط العبور الحدودية بين اسبانيا والمغرب يتوالى ويتسع ليصب في خانة توتير الأعصاب بين البلدين الجارين "ربما تسعى اسبانيا" من خلاله تهيئة الأجواء لتحريك ملف إرسال السفير الجديد لمزاولة عمله في مدريد لما سيكون له من صدى ايجابي قبل أن تبدأ الانتخابات المحلية والتشريعية القادمة، ولا سيما قبل فوات الأوان لخسارة اشتراكية محتملة محلية وتشريعية لصالح الحزب الشعبي. كما لا يزال مسلسل التنديد من قبل المغرب، نتيجة ذلك، مستمرا حيث جددت السلطات المغربية تنديدها بحادثين جديدين ضد مواطنيها على المعبر الحدودي مع مليلية ووصفت هذا النوع من الحوادث "بالتحول العنصري الخطير" ضد مواطنيها. وأشار بلاغ لوزارة الخارجية المغربية، وفقا لوسائل الإعلام الاسبانية، إلى أنه "بعد الأحداث الثلاث الأخيرة من العنف الجسدي المرتكبة من قبل أفراد من الشرطة الاسبانية ضد المواطنين المغاربة" في معبر مليلية، استمر مسلسل العنف في حالتين جديدتين "في اللجوء إلى استخدام القوة وعمليات الاستجواب الوحشيتين" ضد مواطنيها. ووفقا للبلاغ الصادر، جرى الحادث الجديد الأول بين ليلة الرابع والخامس من شهر أغسطس الحالي بينما جرى الحادث الأخر صباح يوم أمس. وادانت السلطات المغربية عدم احترام أحد أفراد الشرطة الاسبانية خط ترسيم نقطة الحدود في معبر بني انصار أثناء مطاردة المواطن المغربي ابراهيم ابانا، وعندما حاول شرطي مغربي التدخل للمساعدة جاء ثلاث أفراد آخرين من الشرطة الاسبانية لمساعدة زميلهم وقاموا "بالاعتداء على الضحية بالهراوات". كما أشارت السلطات المغربية بأن محمد حمداوي المقيم في بلدة الناضور الشمالية، تعرض صباح يوم أمس 7 أغسطس في نفس المكان في النقطة الحدودية للضرب بالهراوات والدعس من قبل شرطي اسباني مسببا له "كسر في الذراع وعدة لكمات في الجسم". هذا ويعتبر هذا البلاغ الثالث من نوعه الذي يصدر عن وزارة الخارجية المغربية مؤخرا ضد اسبانيا بسبب أعمال العنف الجسدي ضد مواطنيها. ففي المناسبتين السابقتين، جرى ارتكاب اعتداءين من قبل الشرطة الاسبانية في الحدود مع مليلية وقد نفت السلطات الاسبانية ذلك مشيرة إلى أن رد الفعل في كلا الحالتين كان "متناسبا" لعمليات "الاستفزازات". وتجدر الإشارة إلى أن السلطات المغربية قد نددت "بقوة" يوم أمس الأول الجمعة بتخلي الحرس المدني عن ثماني مهاجرين منحدرين من دول افريقية جنوب الصحراء بعرض السواحل المغربية قرب مدينة سبتة وهم في حالة صحية جد متردية.