أعلن التلفزيون السوري مساء الثلاثاء أن دمشق لن تشارك في الاجتماع الذي من المنتظر أن يعقده وزراء الخارجية العرب، على هامش أعمال منتدى تركيا-البلدان العربية، في الرباط الأربعاء لبحث الوضع في سورية، وذلك بعد رفض دول مجلس التعاون الخليجي طلب دمشق عقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة السورية. هذا وقد تحدثت أنباء عن انعقاد هذا الاجتماع على إيقاع الضغوط الأمريكية التي تدفع في اتجاه فرض منطقة عازلة على الحدود التركية-السورية في نفس اليوم الذي سيدخل فيه قرار تعليق عضوية دمشق في الجامعة العربية حيز التنفيذ. وقالت مصادر دبلوماسية إن هناك ضغطا أميركيا على اجتماع الرباط لفرض «منطقة عازلة» بين سوريا وتركيا تمتد بين 4 إلى 8 كيلومترات، بالإضافة إلى فرض «حظر جوي». وأشارت إلى أن الأتراك يؤيدون هذه الخطوة، وهو ما من شأنه إدخال الأزمة في مرحلة جديدة من التصعيد. يذكر أن الصحافة التركية كانت قد تحدثت في اليومين الماضيين على موافقة المبدئية للحكومة التركية على فرض منطقة عازلة تمتد إلى حدود 5 كيلومترات داخل الحدود السورية وذكرت بعض التقارير الصحفية أن المعارضة السورية اقترحت على الأتراك توسيع المنطقة العازلة لتصل إلى حدود 35 كيلومتر لحماية الثوار السوريين. من جهة أخرى رفضت دول مجلس التعاون الخليجي طلب دمشق عقد قمة عربية طارئة لبحث الأزمة السورية واعتبرت الطلب في هذا الوقت غير مجد، من جهتها شنت تركيا هجوما على سوريا من محاور دبلوماسية وسياسية واقتصادية مؤكدة منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة أخيرة لكنه تجاهلها، يأتي هذا وسط معلومات تفيد باجتماع بين إيران والمعارضة السورية. وقال الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني في بيان إن مجلس الجامعة في حالة انعقاد لمتابعة الأزمة السورية وسيعقد اجتماعا قريبا لمواصلة متابعة هذا الموضوع في الرباط بالمملكة المغربية الأربعاء. وأكد الزياني تأييد مجلس التعاون والتزامه بقرارات مجلس جامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية في مقدمتها المبادرة وخطة العمل العربيتان بشأن سوريا وقرار مجلس الجامعة بتعليق عضويتها. وكانت سوريا تقدمت الاثنين بطلب إلى الجامعة العربية لعقد قمة عربية طارئة، وذلك بعدما علقت الجامعة عضوية سوريا بسبب استمرار العنف وقمع المحتجين. وفي سياق متصل ترأس الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي صباح الاثنين اجتماعا مع منظمات عربية معنية بحقوق الإنسان وحماية وإغاثة المدنيين تم خلاله الاتفاق على تشكيل وفد يضم خمسمائة من ممثلي المنظمات العربية ووسائل الإعلام والعسكريين للذهاب إلى سوريا ورصد الواقع هناك. وقال مصدر مسؤول في الجامعة إن وزراء الخارجية العرب يحددون موعد هذه الزيارة وترتيباتها خلال اجتماعهم الأربعاء في الرباط.