إنها ليست مزحة سياسية أو تحامل مغرض ضد حزب العدالة والتنمية، ولكنه الواقع الذي افرز ذلك، عندما أصبح أداء العدالة والتنمية رهينا بما يقرره الثلاثي عبد الإله بنكيران ومحمد يتيم وعبد الله بها، وكلهم ينطلقون ويؤسسون خطابهم على ما يسمى المرجعية الإسلامية، كما لو أن باقي الأحزاب السياسية المغربية لا تنتمي إلى بلد مسلم، أو تعادي المرجعية الإسلامية. "الأمة في خطر ونحن، العدالة والتنمية أمل المغاربة لحماية الملكية"، هذا شعار واحد من الشعارات الكثيرة والكبيرة التي جاءت على لسان عبد الإله بنكيران، الأمين العامل لحزب العدالة والتنمية، أثناء حفل حضره أغلب وكلاء لوائح الحزب صباح أول أمس بالرباط، بل اعتبر الرجل الأول في الحزب أنه حزبه هو "الأمل الأخير للمغاربة من أجل الحفاظ على الاستقرار وحماية وطنهم وحماية الملكية". اللقاء التواصلي والمؤسس للحملة الانتخابية، بحضور مريدي الحزب والأتباع، تميز كذلك بتوجيه رسائل سياسية إلى قادة "التحالف من أجل الديمقراطية"، وخاصة إلى صلاح الدين مزوار، حيث اتهم بنكيران رئيس التجمع الوطني للأحرار بأنه يتلقى الأوامر من فؤاد عالي الهمة ومن إلياس العماري. ولكن يبقى أخطر ما جاء في هذا اللقاء الدعائي، هو جرأة بنكيران على النطق باسم المغاربة، واعتبار حزبه "حامي الملكية" و"الأمل الأخير للمغاربة"، مع أن أغلب هؤلاء المغاربة، لم يخولوا لأي حزب سياسي أو جمعية مدنية أو حركة إسلامية النطق باسمهم، والخطير أيضا أن يصدر ذلك عن قيادي يزعم أنه ينطلق من المرجعية الإسلامية، التي جاء فيها الآية: "فلا تزكوا أنفسكم، هو أعلم بمن اتقى". سورة النجم، الآية 32، وهذه الآية، لن نقرأها في جريدة بنكيران (التجديد)، لأن هذا زمن الانتخابات وزمن لي أعناق النصوص القرآنية المقدسة والأحاديث النبوية الشريفة من أجل قداسة المقاعد البرلمانية.