تلميذ "يفجر" جمجمة أستاذه

استفاقت أسرة التربية الوطنية والتكوين المهني بجهة الشرق، أول أمس السبت، على وفاة مفجعة لأستاذ مُكون بمركز التأهيل المهني، لفظ أنفاسه الأخيرة صباح اليوم نفسه متأثرا بضربة آلة حديدية (أسطوانة محرك سيارة) هوى بها عليه أحد تلاميذه، ما تسبب له في تشقق في الجمجمة وارتجاج في المخ.
وحسب ما نشرته صحيفة الصباح، في عددها الصادر اليوم الاثنين، فقد تجمع عشرات الأساتذة والمكونين وأسرة الفقيد وتلاميذه، منذ الجمعة الماضي، أمام مصلحة المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجامعي، حيث نقل الضحية، على متن سيارة لأحد أصدقائه في حالة غيبوبة، وخضع فور وصوله، إلى فحوصات طبية أثبتت تعرضه إلى ارتجاج قوي في رأسه، تسبب له في ضرر بالغ في الجمجمة والمخ، قبل نقله إلى العناية المركزة في انتظار استكمال عمليات التشخيص والعلاج.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصادر من المستشفى أن المكون لفظ أنفاسه الأخيرة مساء اليوم نفسه، بسبب قوة الإصابة باستعمال آلة حديدية لم تترك له أي حظ في النجاة، كما نقلت جثته إلى مصلحة الطب الشرعي بمستودع الأموات في انتظار إجراء التشريح الطبي بأمر من النيابة العامة المختصة لمعرفة الأسباب الحقيقية للوفاة.
واتهمت مصادر نقابية تتابع ملف الاعتداء عن كثب منذ الجمعة الماضي، أحد التلاميذ بالمركز التأهيلي للتكوين ببركان التابع للمكتب الوطني للتكوين المهني بالهجوم على الأستاذ المكون بعد نقاش بينهما.
وقالت المصادر إن الاعتداء مر في لمح البصر، إذ لم يتردد التلميذ في استعمال أسطوانة حديدية كان يستعملها في التكوين (شعبة الميكانيك)، و رمى بها في اتجاه أستاذه الذي أصيب مباشرة في رأسه، مؤكدة أن دما غزيرا سال من جمجمة المكون الذي سقط على الأرض مغمى عليه.
وحسب مصادر الصحيفة ذاتها، فإن المعتدي الذي كان في حالة غير طبيعية، هرب مباشرة بعد سقوط الضحية، فيما هرول عدد من زملائه إلى مقر الإدارة التي ربطت الاتصال مباشرة بالمصالح الأمنية ومصلحة المستعجلات، قبل أن يتكلف أحد أصدقائه بنقله على متن سيارته الخاصة إلى المستشفى الإقليمي، ومن هناك إلى وجدة.
وأكدت الصحيفة أن التلميذ المعتدي تم إلقاء القبض عليه مساء اليوم نفسه، حيث وضع رهن تدابير الحراسة النظرية في انتظار عرضة على النيابة العامة، فيما خلف الحادث المأساوي حزنا كبيرا في صفوف الأساتذة المكونين الذين دعوا إلى توفير الحماية لهم.