سبق ل"أندلس برس" في أكثر من مناسبة التأكيد على أنه لا يمكن فهم طبيعة أداء حزب العدالة والتنمية الإسلامي، إذا لم يتم إغفال الدور المحوري الذي يقوم به الثلاثي عبد الإله بنكيران ومحمد يتيم وعبد الله بها، باعتباره الثلاثي الذي يتحكم في دواليب الحزب، أي في الحزب وحركة التوحيد والإصلاح ونقابة الحزب، الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وباقي المنظمات التابعة للحزب. وما جرى هذه الأيام بدائرة البرنوصي بالدار البيضاء، يؤكد هذه القراءة، حيث اضطرت ثلاث هيئات من داخل الحزب إلى التهديد بتقديم استقالة جماعية، ومعهم المئات من المناضلين، على إثر إعلان الأمانة العامة للحزب قرارها القاضي بتزكية محمد يتيم ،أحد أعضاء الأمانة العامة عوضا عن عبد الغني المرحاني بدائرة سيدي البرنوصي، على اعتبار أن الانتخابات الداخلية التي تجري قبل تحديد الأسماء المرشحة باسم الحزب، أفضت إلى ترشيح عبد الغني المرحاني، وليس محمد يتيم، الذي فشل في الانتخابات الداخلية لأعضاء وهياكل الحزب ببني ملال، وهو الفشل الذي يؤكد سخط قواعد الحزب من هيمنة ها الثلاثي، فكانت النتيجة فشله في هذه الانتخابات الداخلية، ولم تجد الأمانة العامة للحزب، حسب مصادر "أندلس برس"، إلا ترشيح يتيم، وفرضه قهرا، بقرار هذا الثلاثي، على دائرة سيدي البرنوصي، مما دفع الهيئات المعنية إلى اعتبار هذا القرار المذكور "مجحفا في حق لائحة المصباح بدائرة سيدي البرنوصي، وأنه أصاب الديمقراطية الداخلية في مقتل، ولم يأخذ بعين الاعتبار توجهات الحزب المبدئية للدفاع عن الشباب والطاقات". وبطبيعة الحال، لم نجد هذه الأخبار والمعلومات في جريدة التجديد، التي يتحكم فيها أيضا نفس الثلاثي، ولن نجد فيها إعلان الهيئات الثلاث في سيدي البرنوصي "استغربها لقرار الأمانة العامة القاضي بتغيير وكيل لائحة المصباح بدائرة سيدي البرنوصي بالأخ محمد يتيم" ودعوتها للأمانة العامة "للعدول عن هذا القرار انسجاما مع خيارات وشعارات الحزب".