كشفت مصادر إعلامية مغربية عن معطيات خطيرة تفيد بأن المغرب صار في مقدمة البلدان التي تتطور فيها السياحة الجنسية سرطانيا وتتوالى فيها فضائح الفساد الأخلاقي على يد سياح وشخصيات أوروبية وخليجية، وأصبح لهذه الفضائح أبطال من جنسيات أوروبية وخليجية. وحسب معطيات "أندلس برس"، فقد تم الكشف عن تورط وزراء أجانب وأمراء خليجيين في شبكات ومشاريع فساد أخلاقي على درجة من الخطورة حيث ينظمون لقاءات وليالي جنسية ويُشغّلون معهم مسؤولين وعشرات من "القوادات والقوادين" في المغرب كله. بينما يتمركز نصف السياح اللاهثين وراء الجنس في جنوب البلاد بمدينتي أكادير الساحلية على المحيط الأطلسي ومراكش التاريخية في سفح جبل الأطلس الكبير. وكانت تقارير صحافية سابقة كشفت عن معطيات صادمة بخصوص السياحة الجنسية في المغرب وعن توافد السياح المنحرفين ومنهم شواذ من بلدان أوروبية كفرنسا وألمانيا وبلجيكا والبلدان الإسنكدنافية لتأسيس مشاريع للاتجار في أجساد الأطفال المغاربة وفتح أندية للشواذ العرب في أوربا يُستقطَب إليها مغاربيون، وعن صفقات الاتجار في أجساد الأطفال والعذراوات والسحاقيات والمتحولين جنسيا في المغرب. وتوقفت يومية "المساء" المغربية واسعة الانتشار ملفا خاصا، نهاية الأسبوع المنصرم، عن السياحة الجنسية في المغرب حيث تفيد التقديرات بأن المغرب الأقصى أصبح في قمة هرم الفساد الأخلاقي الذي بنته السياسة السياحية في البلاد والتي سمحت بتطور سرطاني لسياحة الفساد والجنس تنذر بعواقب وخيمة على البنيات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية للبلاد. وتفجرت الشرارة الأولى لتلك الفضائح الجنسية في المغرب مع قضية الصحافي البلجيكي فيليب سرفاتي سنة 2004، حيث كان سرفاتي يقيم في أكادير، وظل يستغل مغربيات جنسيا ويصور معهن أفلاما خليعة، بها مشاهد جنس وسحاق واغتصاب من قِبَل كلاب، إلى أن تم اكتشاف أمره وتوقيف أكثر من 82 عاملة جنس وقوادين وغيرهم، وتوالت في السنوات الأخيرة سلسلة أخرى من الفضائح الجنسية التي كان أبطالها مسؤولون كبار من دول أوروبية صديقة وآخرهم وزير فرنسي اتّهمه زميله لوك فيري، وزير التربية الفرنسي السابق، أثناء استضافته في برنامج تلفزيوني في السنة الماضية، باستغلال أطفال جنسيا في مراكش. وأكدت التحريات أن هذا الوزير الفرنسي السابق كان يتردد كثيرا على مراكش، حيث يتكلف وسطاء بتوفير أطفال قاصرين له قصد استغلالهم جنسيا. كما ألقت الشرطة المغربية القبض، في السنة الماضية، على وكيل عقاري فرنسي شهير يتردد على المغرب من أجل ممارسة الجنس مع قاصرين في منزل تقليدي (رياض) بقلب مراكش وربط علاقة بوسيط دعارة ظل يزوده بأطفال صغار، آخرهم قاصر يبلغ من العمر 14 سنة، ضُبِط معه متلبسا، حيث تم ضبط بحوزته أفلام وصور بورنوغرافية، وصل عددها إلى 117 ألفا، تم حجزها عقب مداهمة الرياض الذي كان يقطن به. كما وجدت أفلام بورنوغرافية أخرى، صُوِّرت في رياضات مراكش، طريقها إلى المواقع الإباحية، حتى صارت في هذه المواقع أركان خاصة بالجنس مع فتيات مغربيات ومثليين مغاربة. صورت بعض هذه الأفلام في رياض "دار خوستو" في مراكش، الذي كان يملكه الراقص الاستعراضي، المثلي، الإسباني رافاييل أماركو، والذي لاذ بالفرار، في السنة الماضية، بعدما تمادى في أمره ونشر بعض صور ما يجري في رياضه في إحدى المجلات الإسبانية، حسب متابعة "أندلس برس". وفي نهاية 2005، داهمت عناصر الأمن شقة فرنسي يدعى هيرفي لوغلونيك، لتوقفه متلبسا، رفقة قاصر مغربي يدعى مصطفى، وهما يشاهدان فيلم بورنو. حجز رجال الأمن أزيدَ من 100 ألف صورة وشريط فيديو ومجلة بورنوغرافية... أسفر التحقيق عن اعتقال قرابة 50 قاصرا كانت تربطهم بالفرنسي علاقات جنسية شاذة. وفي شهر مايور الماضي تفجرت آخر فضائح السياح الأجانب الجنسية في المغرب في أكادير وذلك بعدما ضبطت الشرطة القضائية فرنسيا يعمل في إدارة الدفاع الوطني الفرنسية، في حالة تلبس واستغلال جنسي للأطفال. وشهد المغرب عقب هذه الأحداثَ، التي تلاحقت خلال السنوات الماضية، ضجةٌ استنكار عارمة تطالب بفتح تحقيقات في نفوذ مافيات السياحة الجنسية في البلاد لكنّ سرعان ما خفت تلك الضجة في غمرة الاحتجاجات والإصلاحات التي تعرفها المملكة. كما كشفت تسريبات عن ملف ما يعرف بالصحفيين والثري البحريني صاحب سلسلة فنادق تحدثت معلومات وصفت بالدقيقة أنها معدة لاستقطاب فتيات مغربيات لممارسة أقدم مهنة في التاريخ ,ملف الصحفيان المتهمان بالابتزاز والثري البحريني لازالت فصولها الأولى مطروحة أمام القضاء ومن المنتظر، حسب مصادر "أندلس برس"، أن يعرف هذا الملف مفاجآت بالجملة إذا ما أخد القضاء مجراه بشكل نزيه خصوصا إذا ما تم الاستماع إلى ضحايا الثري البحريني المفترضين. وتطالب حركات ناشطة في المجتمع المدني والقوى المعارضة في المغرب باستئصال الفساد بكل أشكاله الذي ينخر في الاقتصاد والمجتمع والثقافة في المغرب، ومحاسبة المفسدين الذين يتسببون في تشوهات اجتماعية وثقافية ستظل آثارها لأجيال. كما يتسببون في أزمات اقتصادية للمغاربة، الذين يضطر الآلاف منهم كل عام للهجرة إلى دول العالم المختلفة فيما يعاني الملايين من البطالة وتجد عشرات الآلاف من النساء أنفسهن مجبورة على البغاء والرذيلة.