أفادت مؤشرات أولية غير رسمية تقدم حركة النهضة الإسلامية في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في حين تواصلت عمليات فرز أصوات الناخبين في ثلاث وثلاثين دائرة انتخابية في عموم تونس. وقالت مصادر للجزيرة إن حركة النهضة الإسلامية تأتي في الصدارة بحصولها على نحو ثلث الأصوات يليها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية بحصوله على اثني عشر إلى خمسة عشر في المائة من الأصوات. ويتنافس التكتل من أجل العمل والحريات، والقطب الحداثي، والحزب الديمقراطي التقدمي للحصول على المرتبة الثالثة. ولم تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أي نتائج، إلا أن علي العريض عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة قال في تصريح صحفي إن النتائج الأولية تشير إلى تقدم مريح للنهضة. وأكد أن النتائج في عدة مناطق توضح تقدم النهضة وحصولها على ما بين 25% و50% من الأصوات في مختلف المناطق. نقطة تحول وأكدت متحدثة باسم الحزب الديمقراطي التقدمي، أكبر أحزاب المعارضة في زمن الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، تقدم النهضة. ووصفت الأمينة العامة للحزب مي الجريبي في تصريح لإذاعة "فرانس إنفو" الانتخابات بأنها "نقطة تحول في تاريخ تونس التي ظلت دائمة عصرية ومنفتحة، وها هي الآن تختار خيارا إسلاميا إلى حد كبير". وقال مدير مكتب الجزيرة في تونس لطفي حجي إن النتائج الأولية التي ظهرت حتى الآن قد أعلنت عنها الأحزاب الكبرى بناء على معلومات مندوبيها لدى مكاتب الفرز الذين يتابعون العملية أول بأول، مشيرا إلى حدوث مفاجآت حققتها قائمة "المبادرة الشعبية" التي كسبت مواقع لها في بعض الدوائر. ولفت إلى أن تقدم حزب دون غيره لا يعني أنه سيؤثر في سير المجلس التأسيسي أو يهيمن عليه حيث إن الذي يحدد مصير المجلس هو التحالفات التي ستعقد بعد ظهور النتائج. وفي هذه الأثناء تتواصل عمليات فرز أصوات الناخبين في ثلاث وثلاثين دائرة انتخابية في عموم تونس وذلك في أول انتخابات بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي وقد سجلت نسبة إقبال على التصويت تجاوزت تسعين بالمائة وفق مصادر متطابقة. ومن المقرر إعلان النتائج النهائية يوم غد. وكانت حالة من التفاؤل والبهجة قد سادت الناخبين وهم يصطفون لاختيار المجلس التأسيسي التي يضم 217 عضوا، وسيتولى كتابة دستور جديد للبلاد وتعيين حكومة انتقالية جديدة. ونقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين غربيين قولهم إنه من غير المحتمل أن يفوز حزب النهضة الذي يقوده راشد الغنوشي بأغلبية المقاعد في المجلس بمفرده مما يجبره على تكوين تحالفات مع أحزاب علمانية ومن ثم تخفيف نفوذه. ويقول الغنوشي الذي أمضى 20 عاما منفيا في لندن إن حزبه ينتمي إلى الإسلام الوسطي مثل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية. ويقول إن حزبه سيحترم حقوق المرأة ولن يحاول فرض قواعد أخلاقية شخصية على التونسيين، ولكن احتمال فوزه بنصيب من السلطة ما زال يجعل بعض الأشخاص يشعرون بعدم ارتياح في تونس. وأكد الغنوشي أن حزب النهضة ملتزم بالمساواة بين الجنسين والحريات المدنية، بيد أن بعض الفصائل داخل حزبه يؤيدون أجندة أكثر تشددا، وهو ما يدفع المنتقدين إلى اتهام النهضة بتبني خطاب مزدوج، ويرى محللون أن الحزب منقسم بين قيادة معتدلة وكوادر وقواعد متشددة. وكان الأمين العام للجنة المستقلة لمراقبة الانتخابات بتونس بوبكر بنصاير قد أعلن سابقا أن 90% من 4.1 ملايين ناخب مسجل أدلوا بأصواتهم في الانتخابات، مشيرا إلى أن الكثير ممن لم يسجلوا أنفسهم تمكنوا أيضا من التصويت. يذكر أنه يحق الانتخاب لحوالي سبعة ملايين و200 ألف من سكان تونس البالغ عددهم نحو 12 مليونا. واللافت أن مليونا و800 ألف شخص من التونسيين الذين يحق لهم الانتخابات أميون يجهلون القراءة والكتابة وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.