توقع خبراء في الإعلام الرقمي دخول موقع "فيسبوك" سوق محركات البحث من بوابة الدعاية والإعلان. إذ تشير التقديرات إلى بلوغ أسواق الإعلانات في محركات البحث قرابة 15 مليار دولار في الولاياتالمتحدة وحدها، وهو ما يعادل نموا يقدّر بحوالي 14 بالمائة العام القادم. وعليه، لن يحتاج موقع التواصل الاجتماعي لأكثر من نصف الحصة السوقية التي يمتلكها موقع "غوغل" لكي تضاف قرابة 25 مليار دولار إلى القيمة الكلية لموقع "فيسبوك". لكن الأهم من ذلك كله، فإن المتابعين يرون أن ذلك مطلب مهم لمشتركي "فيسبوك"، وهو ما كان يمثل دوما حافز تطوير المنتجات التي قدمها موقع التواصل الاجتماعي الأشهر، والذي باتوا يعبرونه "نظام التشغيل الاجتماعي" أكثر من كونه موقعا للتواصل عبر الويب. وقد استندت التوقعات إلى إحصائيات تفيد أن أكثر من نصف المشتركين يسجلون دخولهم إلى الموقع يوميا، ويقضون وقتا أطول بحوالي 70 بالمائة مما يقضونه على موقع "غوغل"، كما يقضون ضعف الوقت الذي يقضونه عبر مختلف خدمات شبكة ياهو، من بريد إلكتروني أو محتوى رقمي أو غيرها. كما أن آلية البحث الحالية في "فيسبوك" والقائمة بالتعاون مع محرك البحث "بينغ" لا تبدو قادرة على تحقيق تجربة مثالية لرضا العملاء والمشتركين. من ناحية أخرى، يبدو الكم الهائل من البيانات المحفوظة عبر منصات "فيسبوك" أكثر من كاف لتقديم نتائج بحث فعالة ومجدية للمشتركين، لا سيما المعلومات الخاصة بالمشترك وشبكة أصدقائه وتفضيلاته والكثير من الخصوصيات التي تعزز من نتائج البحث، الأمر الذي من شأنه أن يضيف البعد الذي لا يزال ينقص شبكة التواصل الاجتماعي لإتاحة التواصل الكامل، لا أن يقتصر ذلك على المشاركة مع الأصدقاء. بالمقابل، فإن خدمات البحث هذه ستقدم لموقع "فيسبوك" الإفادة الراجعة feedback التي يمكن الاستفادة منها في وضع استراتيجيات تطوير تتناسب أكثر مع تطلعات واهتمامات المشتركين. فهل تصحّ هذه التوقعات ليكون محرك بحث "فيسبوك" متاحا العام القادم؟ أم هل ترشحونن ميدانا آخر للتنافس مع "غوغل" بعد جولة التواصل الاجتماعي؟