عادت مرة أخرى شركة ريضال التي تتولى تدبير قطاع الماء والكهرباء بمدينة الرباط وسلا إلى الواجهة بعد الارتفاع المهول لفواتير الماء والكهرباء التي أثقلت كاهل المواطنين، فقد نظم أهالي وساكنة حي يعقوب المنصور بالرباط يوم أمس وقفة احتجاجية أمام مقر الشركة بعد توصل عدد من المواطنين بمدينتي الرباط وسلا بفواتير ماء وكهرباء تتضمن مبالغ عالية وغير مقبولة وطالبوا برحيل شركة ريضال وفيوليا كما نددوا بغلاء المواد الغذائية والفلاحية و الأسماك في بلاد الفلاحة والثروة السمكية وذلك بحضور أمني مكثف قبل الوقفة وأثناءها بشكل كبير معززا بالشرطة الأمنية وجهاز القوات المساعدة، ورئيس أمن المنطقة الرابعة، وقائد المقاطعة السابعة وأعوان السلطة. وقد شارك في هذه الوقفة مجموعة من السكان الذين أبدوا استعدادهم للدخول في نضال مستمر حتى تحقيق مطالبهم، كما عبر أحد المنظمين للوقفة أن هذه الوقفة ما هي إلا بداية لسلسلة من الوقفات التي سينظمها أهالي الحي، وخلال هذه الوقفة رددوا مجموعة من الشعارات طالبوا فيها برحيل ريضال وفيوليا وإسقاطها، وقد كان للأجهزة الأمنية حضور مكثف وأكد المتضررون أن شركة ريضال، التي تتولى تدبر قطاع الماء والكهرباء بالمدينتين، تمادت في تضخيم المبالغ التي يتعين أداؤها، رغم أن معدل الاستهلاك ثابت، حيث توصل بعض المواطنين بفواتير تتضمن مبالغ تضاعف ما تعودوا على أدائه. وفي سياق متصل، فإن عشرات الشكايات تتقاطر يوميا على مكاتب التحصيل التابعة ل"ريضال" من مواطنين عبروا فيها عن عدم فهمهم للأساس الذي ارتكزت عليه هذه الشركة في المطالبة بأداء المبالغ التي تتضمنها هذه الفواتير، والتي يرون بأنها لا تتناسب مع حجم ما يستهلكونه مقارنة مع فواتير الشهور السابقة. أحد المواطنين الذين التقيناهم في الوقفة أكد أن ما يحدث هو ما يحدث دائما كل سنة، حيث يقوم الموضفون بتقديرات لهذه المبالغ بعد دخولهم من علتهم السنوية وقال إن الفاتورة جاءت مضاعفة رغم أنه حرص على مراقبة استهلاكه منذ مدة، بعد أن ذاق مرارة فاتورة ثقيلة في العام الماضي, فشركة ريضال رغم أنها شركة خاصة، تعتمد التكنولوجيا الحديثة في مكاتب تحصيل الفواتير، فإنها تتعامل مع شكايات المواطنين بمنطق الإدارة القديم، خلص «عاد شكي»، كما أن الشروحات التي يتم تقديمها في بعض الأحيان تكون بلغة تقنية مبهمة لمحاولة إقناع المستهلك الذي لا يفقه شيئا في هذه التقنيات وما تتضمنه الفاتورة من أرقام، يعبر عن حجم الاستهلاك الحقيقي. وقد عزا أحد المسؤولين في شركة «ريضال»، بإحدى الوكالات، أن الفواتير قد تتضمن في بعض الأحيان أخطاء يرتكبها الحاسوب، لكن المواطن، يضيف نفس المسؤول، «لا ينتبه أحيانا إلى الارتفاع في حجم ما يستهلكه من كهرباء أو ماء، وهو الأمر الذي يرفع التسعيرة من الشطر الأول إلى الشطر الثاني أو الثالث. فقد طالب عدد من المحتجين بتدخل سلطات الوصاية من أجل حماية المواطنين ذوي الدخل المحدود، كما أجمعت على أن هذه الزيادات تبقى أمرا مرفوضا في ظل موجة ارتفاع الأسعار في شهر رمضان المبارك.