أنهت أمس السبت بعثة إيطالية من النشطاء الاجتماعيين زيارتها للمغرب التي انطلقت ابتداء من سادس يوليوز الجاري بهدف التباحث والتشاور مع نظرائها بخريبكة حول سبل التعاون لمعالجة ظاهرة الهجرة السرية خاصة لدى القاصرين. وقد توقف أفراد هذه البعثة القادمين من مدينة طورينو بكل من خريبكة والفقيه بنصالح وبني ملال لاستخلاص الدوافع الحقيقية التي تقف وراء اتخاذ قاصري هذه المدن من مدينة طورينو بالأساس قبلتهم المفضلة وبالتالي التفكير في حل مشترك للحد من هذا التدفق المتزايد. وخلال هذه الزيارة، تقدم الفاعلون الاجتماعيون بطورينو بمجموعة من الاقتراحات والتصورات الأولية المعززة بالصور وأشرطة الفيديو للرقي بوضعية القاصرين وللتشجيع على الهجرة المشروعة وذلك في ظل مقتضيات القانون الإيطالي الجديد الذي يجرم الهجرة السرية ويفرض غرامة مالية تتراوح قيمتها ما بين 5 آلاف و10 آلاف أورو في حق المتورطين فيها. وعقب زيارة البعثة لداري الأطفال والشباب والمركب الاجتماعي والتربوي بخريبكة، أعربت عن إعجابها بالتجربة التي انخرط فيها المغرب خاصة على مستوى مؤسسات الرعاية الاجتماعية حيث استقت سلسلة من الشهادات الحية التي أدلى بها العديد ممن سبقت لهم الهجرة إلى الديار الإيطالية فضلا عما تتقدم به مختلف مكونات المجتمع المدني كبديل للمساهمة في استئصال هذا النوع من الهجرة بشكل عام، ولدى القاصرين بشكل خاص. كما تم التوقف عند أهم المراحل التي قطعها مشروع “التضامن مع أطفال المغرب”، الذي يختزل في كلمة “سالم”، منذ بدايته في مارس 2008 والذي تنخرط فيه مؤسسة التعاون الوطني بخريبكة بشراكة مع المنظمة الدولية للهجرة وفعاليات اخرى وذلك لتجنيب أبناء الإقليم المتراوحة أعمارهم ما بين 10 و18 سنة مآسي الهجرة السرية ولخلق نخبة من القدرات والكفاءات الشابة التي يمكنها الإسهام في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وكذا تمثيل المغرب بديار المهجر أحسن تمثيل. وللإشارة فإن مجمل مبادئ هذا المشروع، الذي ينكب على تفعيله 12 فاعلا اجتماعيا في مجالات ذات طابع سوسيو-اقتصادي وسيكولوجي، تتماشى مع الأهداف التي رسمتها فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكذا مع مقتضيات اتفاقية نيويورك لحقوق الطفل واتفاقية المنظمة الدولية للشغل التي صادق عليها المغرب.