بقلم: القاص عبد الله المتقي خاص- أنا المغرب هل ثمة ما يعنينا أن نعترف وبشجاعة أكبر من جبل أنها ( نايضة ) ، درجة الإحساس بالألم والحسرة والخوف على هذا الوطن العائم الذي يتدحرج عميقا نحو هاوية التاريخ ... ؟ هل ثمة مايعنينا أن نعترف بصراحة متناهية ، أننا نركب مغربا يشبه تيتانيك ، يغرق رويدا رويدا تحت الماء ، على إيقاع أوركسترا من كمنجات تعزفها أصابع بالواضح وأخرى في الظل ...؟ هل ثمة مايعنينا أن نقولها بصراحة ، أنها ( نايضة ) على طريقتنا الخاصة ، ولا نملك إلا أن نتبادل كل فعل محموم : كل عام وهي ( نايضة ) ...؟ هل ثمة ما يعنينا وبصراحة ، ودون غموض أو مجاملة أن الفوضى أصبحت منظمة ، و(سبحانك يابلدي) ، مع الاعتذار للشاعر المغربي أحمد بلبداوي ...؟ هل ثمة مايعنينا أن هذا يعني من ضمن ما يعنيه ، وبشفافية لا يكتنفها الخوف والإبهام ،أن البلد على عتبة الدخول إلى ( شكارة مقطعة ) كما تقول الذاكرة الشعبية...؟ هل ثمة مايعنينا ، أن نعترف وبمنتهى الجرأة ، أن مواسم الاحتفال بعشق الفرس وبلا حدود جمركية ، ثقافة مخدومة ، كادت تطمس فينا احتفالية مسرحية ( ابن الرومي في مدن الصفيح ) و( عنترة في المرايا المكسرة ) لبرشيد ، واحتفالية ( إسلان ) في القرى الامازيغية. هل ثمة ما يعنينا ، أن هناك تزايد مفرط في نسبة تنامي من هم دون خط الزلط، عاما بعد عام ، وهنا أموال تهدر على اللذات والشهوات والكماليات وصالات القمار وأحذية الجنرالات ...؟ هل ثمة ما يعنينا إلى درجة الاستفزاز ، أن ضمائر خائبة تنشغل بأرصدتها وسهراتها بمعاطف الشهوة في فنادق باذخة ، وغيرهم ينامون في مراحيض واصطبلات ... ؟ هل ثمة مايعنينا ، أن نتساءل مع أحمد فؤاد نجم : ” هما مين واحنا مين هما الفيلا والعربيه والنساوين المتنقيه ... هما بياكلوا حمام وفراخ واحنا الفول دوخنا وداخ ...؟ ” هل ثمة ما يعنينا ، وبعين العقل ،أن المثقف نسي ضرورة الفن لأرنست فيشر ، ودخل الدولة من النافذة ...؟ هل ثمة ما يعنينا ونقولها بصراحة ،أن الشاعر أصبح يحكم بدل أن يحلم ، ولم يعد يتأبط تلك الدواوين التي تربك المخبرين ،و لم يعد من المتاح الحديث مع الأصدقاء عن ” شجرة الحديد” ، عن ” الأم ” لمكسيم غوركي ، ولا عن شعرية السينما البولونية . هل ثمة مايعنينا ختاما، سوى أن نغني مع فرقة ( آش كاين) بالهيبهوب : ” كلنا مغاربة آش كاين واهيا واهيا راها نايضة ...” و... ناسف لهذه الأجواء (النايضة ) أشد الأسف ، ولكننا بالتأكيد لن نوصد أبواب الأمل بإيجاد بدائل أخرى تعيد الأمور إلى نصابها ، ولن يحدث هذا ، إلا بضمير على شاكلة القديسين في عطائهم ، أولئك الذين يوقدون أصابعهم ليضيئوا الدروب لغيرهم. بعد خيول الكلام : في العطر أسمع أنين وردة مسحوقة للتواصل مباشرة مع الكاتب: [email protected]