إن مثل برنامج التأهيل لجامعة كرة القدم بكامل أوراشه أولوية الأولويات، في ما تنشده الجامعة بدعم من الحكومة وكافة المتدخلين من تسريع لوثيرة الإنتقال بكرة القدم من إطار هاو إلى إطار إحترافي، فإن الإدارة التقنية الوطنية تمثل منطقيا واستراتيجيا أهم أوراش هذا التأهيل على الإطلاق، إعتبارا إلى أن من أبرز مهام هذه الإدارة التقنية تأهيل العنصر البشري، أكان ممارسا أم مؤطرا أو حكما، ليضطلع بكل الأدوار التي يلزمها النظام الإحترافي· وكان باعثا على التفاؤل والثقة بوجود إرادة للتغيير أن تفعل الجامعة من هذا المنظور الإدارة التقنية الوطنية وتمنحها لأول مرة في تاريخ كرة القدم الوطنية صفة المؤسسة، وظهر ذلك واضحا من خلال التعاقد مع الإطار الفرنسي جون بيير مورلان ليصبح مديرا تقنيا وطنيا براتب شهري لا يقل عن 15 ألف أورو وبامتيازات أخرى لا مجال للحديث عنها، لطالما أن الجامعة تصبح فيها مع الأطر الأجنبية بكامل السخاء·· وما شجعنا على التفاؤل أن السيد مورلان هو خريج مدرسة فرنسية نعترف بأن لها سبقا عالميا في إبراز نموذج حديث لمنظومة العمل التقني·· وكان طبيعيا جدا أن نمهل السيد مورلان بعض الوقت ليندمج أولا مع محيطنا الكروي الوطني ويتعرف على تضاريسه وخصوصياته ومناخاته، وليعرف ثانيا السرعة التي يجب أن يتحرك بها ليضع الأساسات القوية للإدارة التقنية الوطنية·· ولأن السيد مورلان يسير على خطى مواطنه روجي لومير المدرب والناخب الوطني والمشرف على كل المنتخبات الوطنية، فقد سيج نفسه بالتكتم، وما كان ينفلت من ملعبه الخاص أخبار صغيرة يجري تداولها هنا وهناك، فإننا لم نستطع وقد أنهى السيد مورلان ثمانية أشهر تقاضى خلالها ما يزيد عن 10 مليون سنتيم أن نجدأجوبة شافية لأسئلة كثيرة منها: 1 هل انتهى السيد مورلان من عملية الإندماج مع المحيط الكروي، وهل حصل على كل ما يلزم من دقيق المعلومات عن واقعنا الكروي؟ 2 هل باشر العمل بوضع هياكل للإدارة التقنية الوطنية، هل أصبح له طاقم عمل مساعد، هل أصبح له فعلا مستشارون ومعاونون وفي صورة مدراء جهويين ومدراء للجهات؟ 3 هل انتهى فعليا إلى تحديد الأطقم التقنية المخول لها تدريب مختلف المنتخبات الوطنية (الأولمبي، الشبان، الفتيان)؟ 4 هل تقدم خطوات في درب تأهيل الأطر التي ستشرف على إدارة مراكز التكوين المختلفة؟ 5 هل باشر مخططا تأهيليا لمجالي التحكيم والطب الرياضي اعتبارا إلى أنهما مرتبطان بالعمل التقني؟ 6 هل وضع أخيرا استراتيجية تفعل برنامج تكوين الأطر التقنية بمختلف فئاتها وتخصصاتها، الذي ترك ودادية المدربين المغاربة تنوب عنها في تقديم خطوطه العريضة؟ 7 كيف يستطيع مورلان أن يحل إشكالية الهروب المبرمج للأطر التقنية الوطنية إلى الخليج العربي، مع أن كثيرا منهم جرى تكوينهم في دورات ترتبط فيها الجامعة مع إتحادات أوروبية باتفاقيات شراكة؟ 8 ما هي درجة التأثير التي بلغها مورلان في مصادرة كل أشكال التفقير التي يواجه بها الأطر التي رغب مورلان ولومير في انخراطها داخل الإدارة التقنية، والتي تصورها المرتبات الهزيلة والمهينة للكرامة؟ 9 ما هي الخطة التي وضعها السيد مورلان كمدير تقني وطني للحد دون استغلال منتخبات أوروبية للاعبين من أصول مغربية، برغم أنهم تلقوا تكوينهم هناك؟ 10 هل بعد هذا الذي مضى من الوقت، منذ تنصيب السيد مورلان، يمكن القول أننا بدأنا فعليا في بناء الإدارة التقنية الوطنية؟ عشرة أسئلة تختصر القلق الذي هيمن على كل تفاؤل، فكأنما هذه الإدارة التقنية الوطنية وقد بنيت حتى الآن على ورق، جاءت لتقول أن الحال هو الحال، وأن دار لقمان ما زالت على حالها، وأن الزهور لا تنبث أبدا في الخرائب··