تنطلق فعاليات البطولة الوطنية لكرة القدم النخبة برسم موسم2009 -2010 بمتغيرات جديدة وطموحات متباينة للأندية تختلف بين لعب الأدوار الطلائعية والحفاظ على مكانتها ضمن قسم الأضواء في آخر بطولة هاوية قبل ولوج عالم الإحتراف. ويعرف الموسم الجديد الذي افتتح منافساته أمس الجمعة بمباراة الدفاع الجديدي والاتحاد الزموري الخميسات تغييرات على مستوى مدربي الأندية ذلك أنه في الوقت الذي حافظ فيه بعض المدربين على مقاعدهم على دكة الفرق التي وقعوا معها على موسم موفق فضل البعض الآخر تغيير وجهته اختياريا أو مرغما فيما شهدت التركيبة البشرية للعديد من الأندية تغييرات واسعة في ظل الحركية الواسعة التي ميزت سوق الانتقالات. وتميزت هذه السنة بموجة من انتقالات اللاعبين وتغييرات للمدربين خلال فترة الاستراحة التي تفصل عادة بين الموسمين وهي الفترة التي تزايدت فيها عروض الأندية في محاولة لاستقطاب أفضل العناصر وبمبالغ عرفت هذه المرة مستويات قياسية لتجاوز العجز الذي عرفته مختلف خطوطها في الموسم الماضي. ولمواجهة التحديات التي تفرضها طبيعة المنافسة سواء لنيل اللقب أو لاحتلال مراكز تؤهلها إلى خوض غمار المسابقات القارية عملت جل الأندية الوطنية ومنذ اختتام بطولة الموسم الماضي على ترتيب أوراقها من جديد من خلال إعادة هيكلة إداراتها التقنية وتعزيزها بالأطر المؤهلة لتفادي الخروج بخفي حنين بعد موسم ماراطوني شاق. وبدورهم يواجه القائمون على الشأن الكروي مع بداية الموسم الحالي الذي يراهن الجميع على أنه سيشكل استثناء باعتبار الأوراش الكبيرة التي تم فتحها سواء في ما يخص هيكلة الأندية أو تهيئ المناخ الملائم لها ماديا ومعنويا لخوض غمار البطولة في أحسن الظروف عدة تحديات لعل من أبرزها اعتماد سياسة تسمح بإعادة هيكلة جذرية للطرق المعمول بها في تسيير الفرق الوطنية وتأطيرها. فبالإضافة إلى أوراش بناء ملاعب جديدة وإصلاح أخرى وتعشيبها التي تم إطلاقها في إطار مشروع تأهيل كرة القدم الوطنية يطمح المكتب الجامعي الجديد برئاسة السيد علي الفاسي الفهري إلى إخراج كرة القدم الوطنية من جلباب الهواية الذي ارتدته لسنوات طويلة وولوج الإحتراف من بابه الواسع من خلال تنظيم الجامعة وإعادة هيكلة كرة القدم للنخبة ومراجعة أنظمة الجامعة وقوانينها العامة. ومن بين التدابير التي اتخذتها الجامعة في هذا الباب إحداث لجنة خاصة تناط بها مهمة تدبير ومتابعة بطولة المجموعة الوطنية لكرة القدم للنخبة في انتظار تعديل أنظمة الجامعة والقوانين العامة وإيجاد السبل الكفيلة بحل الإشكال المطروح على مستوى طريقة الصعود والنزول بالنسبة لأندية النخبة والهواة . ووضعت الجامعة في إطار سعيها إلى استعادة أمجاد كرة القدم الوطنية وضمان عودتها إلى الواجهتين الدولية والقارية برنامجا يرتكز بالاساس على مواصلة تأهيل كرة القدم وتعزيز الموارد المالية للجامعة والاهتمام بالفئات الصغرى والانتقال إلى الإحتراف وتشجيع التكوين وتأهيل التحكيم. ومن بين رهانات الموسم التي يتعين على الجامعة واللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير شؤون البطولة الوطنية كسبها التصدي لظاهرة الشغب التي عرفتها أغلب الملاعب الوطنية إن لم تكن كلها والتي تتطلب اتخاذ إجراءات صارمة للحد من هذه الآفة التي أضحت تهدد سلامة المتفرجين. وستكون الهيئة المشرفة على كرة القدم الوطنية مدعوة إلى اتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من هذه الآفة لكن مع مراعاة تبعات تلك الإجراءات التي قد تحرم الفرق من موارد مالية تعول عليها في غالب الأحيان للتخفيف من أزماتها المادية كفرض عقوبات على الملاعب. والأكيد أن الأندية الوطنية تعي جيدا مدى المسؤولية الملقاة على عاتق جميع مكوناتها للمساهمة في إضفاء نكهة جديدة على الموسم الكروي الحالي وكسب رهان تمثيل المغرب أحسن تمثيل جهويا وعربيا وقاريا خاصة مع الدعم المالي الذي باتت تتوفر عليه وذلك بفضل المبادرة الملكية السامية وتوجيهات جلالة الملك بتخصيص مساعدة مالية قوامها75 مليون درهم سنويا سيقدمها كل من بنك المغرب وصندوق الإيداع والتدبير والمكتب الشريف للفوسفاط لدعم الفرق الوطنية لكرة القدم . واعتبارا لما للرياضة من أهمية خاصة كرة القدم أصدر صاحب الجلالة الملك محمد السادس تعليماته لصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ليعزز هذه المساهمات برصد مبلغ25 مليون درهم كهبة استثنائية مخصصة لهذا الغرض لتبلغ المساعدة الإجمالية ما قدره250 مليون درهم.