لأول مرة، دخلت الشبيبة الإسلامية المحظورة، على خط محاكمة المتهيمن في ملف خلية عبد القادر بليرج، التي قالت السلطات الأمنية إنها سعت لاختراق مؤسسات الدولة والأحزاب والمجتمع المدني، واغتيال شخصيات مغربية وازنة. وأعلنت الشبيبة الإسلامية نفيها المطلق لأي محاولة لإدخال السلاح إلى المغرب، كما شجبت كل أعمال العنف أيا كان مصدرها والغاية منها، نافية في الوقت نفسه محاولتها إختراق حزب “النهضة والفضيلة”. جاء ذلك في بيان أصدرته الحركة، بعد أن قررت غرفة الجنايات الإستئنافية المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الإستئناف بسلا، أول أمس الأربعاء، إرجاء النظر للسابع من حزيران/يونيو المقبل في ملف “خلية بليرج”، الذي يتابع فيه 35 متهمًا، وذلك من أجل الإستماع للشهود في واقعتي السطو على سيارة لنقل الأموال تابعة لإحدى المؤسسات البنكية بالقرب من أحد الأسواق الممتازة، ومحاولة قتل مواطن من ديانة يهودية بالدار البيضاء المنسوبتين لبعض المتهمين في هذا الملف. وكان الدفاع التمس، خلال الجلسة السابقة، حضور جميع الشهود وعددهم 16، من بينهم رئيس المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان، أحمد حرزني، الذي استشهده مصطفى المعتصم على ولائه وصدق تعامله مع النظام بإبلاغه خبرية بلغها إياه أحد المنتسبين السابقين للشبيبة الإسلامية من إيطاليا تزعم إدخال أحد أعضائها أسلحة إلى المغرب من إيطاليا، حسب ما جاء في البيان. وأضاف البيان، الذي حصلت “إيلاف”أمس الخميس على نسخة منه، “نحن لم نكن ننوي إقحام أنفسنا في هذه القضية لأنها لا تعنينا من قريب أو بعيد، وطالما وظف المتزلفون والوصوليون وأبالسة السياسة والسقوط الأخلاقي توجس النظام منا لترهيبه والتقرب إليه، حتى صار الكذب علينا وتلفيق التهم الباطلة وسيلة لتأسيس الأحزاب المتأسلمة، ودخول مجالس البرلمان والبلديات، وتحقيق المكاسب المالية والسياسية”، وزاد مفسرا “إلا أن إلحاح المعتصم مصطفى، وهو في قاعة المحكمة، على ادعائه هذا من دون أن يذكر هوية الشخص الذي بلغه، حفاظا على سرية عملاء الاستخبارات، اضطرنا إلى توضيح موقفنا من الأمر”. وذكر البيان، الموقع من قبل الأمين العام للشبيبة عمر وجاج، أن “الشخص الذي وصله هذا البلاغ الكاذب هو المدعو عبد الكريم فوزي، وقد جرى طرده من الشبيبة الإسلامية سنة 1982بعد أن جندته الاستخبارات المغربية على يد المدعو “المريبط”، ثم تواصل الإشراف عليه بواسطة محمد عنان أحد مسؤولي “الديستي” (مديرية مراقبة التراب الوطني/ الاستخبارات الداخلية). وأرسل عقب ذلك إلى السودان للتجسس على أسامة بن لادن عندما كان هناك، فلما افتضح أمره وطردته السلطة السودانية أرسل إلى إيطاليا لمواصلة مهمة التجسس على بن لادن، ومن هناك ظل ينفث حقده على الشبيبة لطرده منها، وهو حاليا يحاول اختراق حزب “النهضة والفضيلة” مع بعض نفايات الشبيبة ومخلفاتها لدخول المعترك السياسي بأمر من بعض أجنحة الاستخبارات، تمهيدا لضرب (حزب العدالة والتنمية) في الانتخابات المقبلة وإضعافه”. أما قصة الإخبارية الكاذبة التي ذكرها المعتصم لإثبات براءته، يضيف البيان، “فنحن نؤكد نفينا المطلق قيام أي أحد منا بإدخال أي أسلحة إلى المغرب، وننفي كذلك مجرد التفكير في أي عمل مسلح قد يعود على أمتنا بالفتنة”. يشار إلى أن الدفاع كان التمس، خلال الجلسة السابقة، حضور جميع الشهود وعددهم 16، إضافة إلى المواطن اليهودي، في الوقت الذي لم يحضر فيه سوى سبعة شهود. يذكر أن غرفة الجنايات الابتدائية كانت أصدرت، في تموز/يوليو الماضي، أحكاما تراوحت ما بين المؤبد وسنة موقوفة التنفيذ في حق المتهمين ال35. ونشأت حركة الشبيبة الإسلامية بالمغرب، كأول تجربة إسلامية على منوال التجربة المشرقية (الإخوانية) على يد عبد الكريم مطيع، الذي كان قائدًا يساريًّا قبل أن يتبنى الخيار الإسلامي، لكن وفق منهج ثوري في التغيير.