في التلفزيون، الصورة تسبق الكلمة، ما يعني أن الشكل يسابق المحتوى الى الموقع الأول . من هذا المنطلق ينكشف هوس المذيعات بجمالهن وتجديده ليتلاءم مع موضة كل موسم ومع كل ظاهرة . في هذا التحقيق تضيء على ما يجري خلف الكواليس وقبل أن تعبر المذيعة الى الضوء . المذيعة مهى شمس الدين تقول: أهتم بالموضة والصرعات منذ نعومة أظفاري . وأعتمد تغيير الشكل المعروف ب”الريلوكنغ” ليس فقط لأجل التلفزيون، إنما من حبي للجمال حيث أبدل تسريحة شعري ولونه، كما أجدد ما تحويه خزائني من أحذية وملابس وحقائب وإكسسوارات، فأعطي القديم لمن يحتاجه وأشتري آخر موضة من الأسواق ودور الأزياء التي أُحبها، وكذلك سيارتي أبدّلها كل عام . ولأول مرة أعترف أن نقطة ضعفي هي الأحذية، حيث لا يمضي أسبوع إلا وأشتري خلاله حذاء على الموضة، دونما أدنى اكتراث للمصاريف فلديّ عملي وإنتاجي . بينما تقول دارين شاهين: جمال المذيعة وأناقتها باب المرور الى قلوب المشاهدين، وبواسطتهما تدخل الى البيوت من دون استئذان، فإما أن تنجح فتستمر أو تفشل فتبقى خلف الأضواء . لذا من الضروري تغيير “اللوك” بين الحين والآخر، مع الاحتفاظ بالبساطة لأن التصنع يجعل المذيعة في موضع الشك . أُجاري الموضة كثيراً، ولأن فقرة الطقس تسمح لي بذلك أكون السباقة بين المذيعات لارتداء آخر الصيحات والابتكارات وان كنت أفضل في حياتي العادية “الكاجوال”، وأعشق الجينز وفيه أجد نفسي طليقة حرة ولا مشكلة عندي مهما بلغ ثمنه . المذيعة ومقدمة برامج الموضة والجمال رابعة الزيات دخلت في عمق المفارقة ما بين الشكل والمضمون، فأشارت إلى أنها من خلال شكلها تريد أن تعطي انطباعاً جيداً للناس حولها، وأن تقول لهم إنها امرأة منفتحة بجذور شرقية، تعمل في الحقل الإعلامي وأم لأربعة أطفال، وزوجة لرجل ناجح وغيرها من التفاصيل التي يعكسها شكل الإنسان برأيها . رابعة ترى أن تغيير “اللوك” ينعكس إيجاباً على حياة من يعيش تحت الأضواء ويزيد من شعبيته . وعن نفسها تقول: أجاري الموضة تلفزيونياً وشخصياً، والشكل الذي أطل به على المشاهدين هو ذاته الذي أمشي فيه بين الناس . أنا منسجمة جداً مع هذا الشكل، وقد غيّرت مراراً وبدّلت تكراراً حتى وصلت الى ما أنا عليه اليوم من أناقة وبساطة وكلاسيكية وذكاء أيضاً في دفع ثمن معقول جداً لشكل أحلى . لين سليمان اعتبرت أنها أخذت فرصتها في التعرف الى أهمية الشكل عندما قدمت برنامج “ديلوك” الذي جاء بعد مشاركتها في انتخابات ملكة جمال لبنان، وتقديمها عدد من الإعلانات . ولفتت إلى ان الشكل هو اللسان الناطق قبل تحريك الشفاه، وأضافت: أنا أواكب آخر خطوط الموضة الباريسية التي تكون في الغالب أكثر احتشاماً وكياسة من غيرها، وتناسبني كمذيعة وزوجة وأم لطفلين . وبمناسبة ذكر الأطفال أقول ان شغفي بالموضة لا يعوقه عائق حتى انني خلال حملي حرصت على ظهوري المميز عبر الشاشة وأمام عتبة البيت، وفي المستشفى أيضاً . ساشا دحدوح متحمسة جداً لاعتبار الشكل مثل الهوية فهو جواز مرور وتقول: هو الذي يقول من أنا ويمنحني الفرص لأُعبر عن قدراتي الفكرية والذهنية والتلفزيونية أيضاً . ومن خلال عملي كمذيعة، وكعارضة أزياء أرى أن من يحيط بي يتطلع إليّ على أنني صورة عن الموضة، ولو أردت أن أكون على غير هذه الصورة فلن أستطيع لأنني مجبرة اجتماعياً على مواكبة أحدث الموديلات . وتتابع ساشا: فيما يخص الماركة الباهظة الثمن فقد تخلصت من هذه “العقدة” ولم أعد ألهث خلف الأسماء باستثناء تصاميم روبرتو كافالييه التي أعشقها حتى ولو كانت مقلّدة . وانتهت الى القول: اليوم ألحق الموضة ضمن ما يليق بي، ووفق ما يتلاءم مع راحتي الشخصية، وعندما أُغيّر “اللوك” فإنني أشترط أن يكون نحو الأفضل وإن لم يلق الصدى الإيجابي المطلوب فإنني أرجع إلى ما كنت عليه وبخاصة إذا ارتبط الأمر بشعري أو ماكياجي . ستيفاني فيصل: ستيفاني فيصل قالت أن التغيير ضروري جداً في حياة من تصبح حياته ملك الناس سواء كان نجماً في الفن أو في التلفزيون أو حتى في السياسة . وأضافت: بالنسبة لي أنا معجبة بجرأة ماغي فرح التي تبدّل وتغيّر باستمرار، وكذلك بالفنانة مادونا التي تستوقفنا لنرى إطلالتها الجديدة . أما عن نفسي ورغم أنني أُغيّر “اللوك” باستمرار إلاّ أنني لست جريئة تلفزيونياً مقارنة مع جرأتي في حياتي الشخصية، فأنا أجاري الموضة في لباسي وماكياجي وما يمكن استبداله بعد التصوير مباشرة، فيما يخص قصّ شعري أو تغيير لونه فإنني أتردد كثيراً قبل اتخاذ قراري، ثم آخذ وقتي لأعتاد على الطلّة الجديدة . ولجهة السخاء في المصروفات فإنني كريمة جداً فيما يخص الحقائب لأن الحقيبة الجلدية تعكس الأناقة وتكملها . من جهتها أكدت رزان مغربي: أنها تعطي الشكل علامة مرتفعة جداً وترى أن الخارج هو انعكاس للداخل، وبقدر ما يكون هناك انسجام ما بين المظهر والجوهر بقدر ما نشعر بقوة الشخصية والحضور . وتابعت قائله: بالنسبة لي لديّ أكثر من نمط في مواكبة الموضة، فهناك اللباس الاستعراضي الذي أعتمده في الفن والتقديم، وهناك اللباس الأنيق في حياتي الشخصية وأعتقد أن غالبية ما أرتديه يميل في ثمنه نحو المرتفع وبخاصة إذا كان من دور الأزياء التي أحبها، لكن هذا الأمر لا يمنعني من ارتداء “ثوب” رخيص شرط أن يعجبني . والمقياس الحقيقي بنظري هو التنسيق واللمسة الذاتية .