اعلنت الرئيسة باشيليه المناطق الوسطى من البلاد منطقة كوارث قال وزير الداخلية التشيلي إن زلزالا عنيفا ضرب وسط البلاد واودى بحياة 82 شخصا على الاقل. ووقع الزلزال الذي بلغت شدته 8,8 درجات شمال شرقي مدينة كونسبسيون الواقعة على مسافة 200 كيلومترا الى الجنوب من العاصمة التشيلية سانتياغو في الساعة السادسة و34 دقيقة من فجر يوم السبت. واصدرت هيئة الرصد الجيولوجي الامريكية تحذيرا من احتمال تسبب الزلزال في تشكل امواج بحرية عاتية (تسونامي) قد تضرب سواحل تشيلي وبيرو واكوادور وكولومبيا والقارة المتجمدة الجنوبية وبنما وكوستا ريكا. وقالت في وقت لاحق إن امواج تسونامي بدأت تتشكل وشوهدت قرب مدينة فالبارايسو الساحلية الى الغرب من سانتياغو، حيث بلغ ارتفاع الموج 1,29 مترا. كما اصدر مركز انذار التسونامي في المحيط الهادئ تحذيرا شمال كافة سواحل هذا المحيط الضخم. وخص التحذير ولاية هاواي الامريكية، وقال إن كل سواحل جزر هاواي مهددة مهما كانت وجهتها. وقدر المركز موعد وصول التسونامي الى هاواي بحوالي التاسعة من مساء اليوم بتوقين جرينتش – الحادية عشرة و19 دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي. وجاء في بيان اصدرته الهيئة من مقرها في واشنطن “ان زلزالا بهذه القوة لديه القدرة على التسبب في تسونامي قد يضرب المناطق الساحلية القريبة من مركزه في غضون دقائق والمناطق الابعد في غضون ساعات.” كما اصدرت الهيئة لاحقا بيانا قالت فيه إن الزلزال الرئيسي تبعته ثمانية هزات ارتدادية كانت آخرها في الساعة الثامنة ودقيقة واحدة بتوقيت جرينتش. وكانت العاصمة سانتياغو من المدن التي اصيبت باضرار بليغة، فقد قتل فيها 13 شخصا على الاقل كما تهدم عدد من المباني. وقال مسؤولون إن مطار سانتياغو الدولي سيغلق لمدة 72 ساعة على الاقل بسبب الاضرار التي اصابت مبنى المسافرين الرئيسي فيه. ويتم حاليا تحويل الرحلات الجوية القادمة الى مطار مدينة مندوزا في الارجنتين. واضطرت السلطات الى اخلاء عدد من المستشفيات في عدة مناطق بما فيها سانتياغو بعد ان اصيبت مبانيها باضرار جسيمة. وقال وزير الداخلية ادموندو بيريز يوما إن 34 شخصا قتلوا في منطقة ماولي، الا ان ثمة تقارير غير مؤكدة تقول إن عدد القتلى اكبر من ذلك بكثير. كما سجلات وفيات في مناطق اوهجنز وبيوبيو واراوسيانا وفالبارايسو. من جانبه، قال الرئيس المنتخب سيباستيان بينيرا الذي سيتسلم مقاليد الحكم في الشهر المقبل، إن عدد القتلى لا يقل عن 122. هزات ارتدادية وقال مسؤولون تشيليون إن المدينة الاكثر تضررا بالزلزال هي بارال القريبة من مركز الهزة. وقد اظهرت الصور التي بثها التلفزيون المحلي احد الجسور الرئيسية في المدينة وقد هوى في نهر بيوبيو. وقالت الرئيسة التشيلية ميشيل باشيليه، التي اعلنت المنطقة الوسطى من البلاد منطقة كوارث، “على المواطنين ان يتحلوا بالهدوء. فنحن نعمل كل ما في وسعنا ضمن امكانياتنا.” واضافت بأن “موجة عاتية” قد ضربت مجموعة جزر خوان فرنانديز، وان هناك العديد من المفقودين، مضيفة بأن هذه الامواج قد تصل قريبا الى جزر ايستر في المحيط الهادئ. ونصحت سكان المناطق الساحلية بالتوجه الى الاراضي المرتفعة في حالة وقوع هزات ارتدادية، وحذرت المواطنين من مغبة استخدام الطرق الخارجية حيث ان الكثير من انقطع بسبب انهيار الجسور. ونقلت احدى محطات التلفزيون المحلية عن صحفي في بلدة تيموتشو الواقعة الى الجنوب من العاصمة بمسافة 600 كيلومتر قوله إن العديد من سكان المدينة خرجوا من مساكنهم ويخشون العودة اليها، بينما نقل التلفزيون التشيلي عن احد سكان بلدة تشيلان التي تبعد عن مركز الزلزال بمئة كيلومتر قوله إن الهزة استمرت دقيقتين كاملتين. وكانت تشيلي قد تعرضت عام 1960 الى زلزال مدمر بلغت شدته 9,5 درجة، ادى الى مقتل 1655 شخصا في مدينة فالديفيا الجنوبية والى احداث تسونامي ضرب جزيرة ايستر التي تبعد عن السواحل التشيلية بمسافة 3700 كيلومترا، ووصل تأثيره الى جزر هاواي واليابان والفلبين. يذكر ان تشيلي تقع على حافة ما يسمى “حلقة النار” في المحيط الهادئ، التي تتعرض بشكل مستمر للزلازل كونها منطقة التقاء صفيحتي المحيط الهادئ وامريكا الجنوبية. وفي واشنطن، قال الناطق باسم البيت الابيض روبرت جيبز إن الولاياتالمتحدة تراقب الوضع عن كثب، وانها “مستعدة لمد يد المساعدة لتشيلي في هذا الظرف الصعب.”