ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 8ر8 درجة على سلم ريشتر, فجر السبت, منطقة كونسبسيون التي تبعد بحوالي 317 كلم جنوب غرب العاصمة الشيلية سانتياغو, موديا بحياة 147 شخصا حسب آخر حصيلة أعلن عنها المكتب الوطني للطوارئ. وأوضح مركز المسح الزلزالي الأمريكي أن مركز الزلزال يقع على بعد تسعين كلم جنوب شرق مدينة كونسبسيون, مشيرا إلى وقوع هزتين ارتداديتين, واحدة بقوة 9ر6 درجة على بعد 210 كلم غرب مركز الزلزال و أخرى بقوة 5ر5 درجة قبالة ساحل فاباريسو (84 كيلومترا غرب سانتياغو). وتأثرت سانتياغو بقوة الزلزال الذي أصاب عددا من المباني التاريخية في وسط العاصمة بأضرار بالغة, كما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وخطوط مياه الشرب والاتصالات الهاتفية لبعض الوقت عن أجزاء من العاصمة, مع انهيار جسر كبير على أحد الطرق السريعة. كما أعلن مسؤولون في شركات الطيران بالبرازيل والبيرو المجاورتين, إلغاء الرحلات الجوية إليه إلى إشعار آخر. ودعت رئيسة الشيلي المنتهية ولايتها ميشيل باشلي مواطنيها إلى التزام الهدوء, وأكدت أن جزءا مهما من البلاد بات يفتقر إلى الخدمات الأساسية, كما أعلنت منطقة الزلزال ومنطقتين مجاورتين مناطق كوارث, فيما نبهت الشيليين إلى تجنب السفر في الظلام لتجنب وقوع خسائر إضافية. من جهة أخرى, أعلنت الأرصاد الجوية الأمريكية أن موجات مد بحري (تسونامي) اجتاحت مجمل منطقة المحيط الهادئ والتي توقعت أن تكون نهاية الظاهرة في اليابان مع امواج بارتفاع 30 سم. وأصدرت اليابان واستراليا والفيليبين والعديد من الدول الاخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ جراء ذلك تحذيرات من حدوث تسونامي. وعلى مستوى ردود الأفعال الدولية, أعلن رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو عن تقديم الإتحاد الأوروبي, مبلغ ثلاثة ملايين يورو كمساعدة عاجلة لشيلي واعدا بتقديم المزيد إذا تطلب الأمر ذلك.يذكر أن الشيلي الواقعة في عرض المحيط الهادي كانت قد تعرضت سنة 1960 لأضخم زلزال في تاريخ البشرية, بلغت قوته 5ر9 درجة, ليخلف مقتل 1655 شخصا في مدينة فالديفيا الساحلية, كما أرسل موجات تسونامي عبر المحيط الهادي بلغت سواحل هاواي واليابان والفلبين.