أدخل”الفراعنة” اليوم الاثنين 25-1-2010 “الأسود الكاميرونية القفص” بثلاثة أهداف بعد أن تغلبوا عليهم في ربع نهائي كأس الأمم الإفريقية 27 التي تقام حالياً في أنغولا. كالعادة كان الصاعد محمد ناجي “جدو” هو شفرة حسن شحاتة في الشوط الثاني التي فشل كل المدربين المنافسين في المباريات الماضية في التعامل معها، فقد خطف هدف التفوق لمصر من كرة ميتة، فيما أجهز أحمد حسن قائد الفراعنة على الأسود من كرة ثابتة صاروخية. رغم سيطرة الأسود على المباراة خصوصا في الشوط الثاني والشوط الاضافي، واحتساب ضربات ركنية متواليه له، إلا أن نجومه بقيادة ايتو لم يسجلوا أي هدف، وتكفل أحمد حسن باحراز هدفهم الأول الذي عوض خطأه قبل انتهاء الشوط الأول بتسجيل التعادل وبهذا الفوز وصل المنتخب المصري إلى نصف نهائي البطولة للمرة 14 في تاريخ مشاركاته الإفريقية، وهو التي حملت اللقب 6 مرات سابقة، آخرها في بطولة 2008. وستلتقي مصر في نصف النهائي مع الجزائر التي سبقتها إلى هذا الدور بعد انتصارها أمس الأحد على ساحل العاج 3-2، في مباراة سيضمن العرب فيها مقعداً في نهائي البطولة. أجبر الضغط الذي أوقعه المنتخب الكاميروني على لاعبي الوسط في المنتخب المصري على ارتكاب العديد من الأخطاء خصوصاً في التمرير، ولم يتمكن أبناء واحد من أفضل المدربين العرب حسن شحاتة في الظهور بشكل جيد، وأثر ذلك على خط الدفاع الذي ارتبك كثيراً في ظل السرعة الكبيرة لمهاجمي المنتخب الكاميروني صامويل ايتو ومحمدو ادريسو.هدف مباغت للأسود وفي ظل الضغط الكبير لم يتمكن رباعي الوسط المصري أحمد حسن وأحمد فتحي وحسني عبدربه، من السيطرة على منطقة المناورة في ثلث الساعة الأولى من المباراة. وفي ظل هذه “الفوضى” التي كان عليها “الفراعنة” خطف المنتخب الكاميروني الهدف الأول من خلال ركلة ركنية نفذها إيمانا وأدخلها قائد المنتخب المصري أحمد حسن بالخطأ في شباك فريقه كهدف أول (26). وتكرر سيناريو مباراة مصر ونيجيريا في الدور الأول، إذ استفاق المصريون بعد الصفعة الكاميرونية، وأظهر لاعبوه مسؤولية أكبر، وبدأوا في التعامل مع مجريات اللقاء بحماسة، وهو ما ظهر على قائد المنتخب أحمد حسن الذي بدأ يزرع الملعب بحماسة كبيرة. وأثمرت خبرة أحمد حسن الكبيرة (170 مباراة دولية) في أن يتمكن “الصقر المصري” من تعديل كفة المباراة، حينما سجل هدف التعادل لمنتخب بلاده بعد أن أطلق كرة قوية من 37 متراً لم يتمكن حارس الكاميرون ادريس كاميني من التصدي لها لتلج شباكه كهدف تعادل (37). اتضحت سيطرة أبناء أرض الكنانة على مجريات اللقاء، وواصلوا التقدم ناحية الأمام إلا أن ثنائي المقدمة محمد زيدان وعماد متعب لم يكونا في مستواهما المعهود، وأضاعا كثيراً من مجهودات زملائهما في الوسط، الأمر الذي أنهى الشوط الأول بتعادل الفريقين بهدف لكل طرف. مع بداية الشوط الثاني اتضح التفوق المصري بشكل أفضل من الشوط الأول، بفضل تحرر ظهيري الجنب سيد معوض وأحمد المحمدي من المهام الدفاعية بشكل أكبر، وكانت الفرصة سانحة لمحمد زيدان ليضع اسمه على لائحة التسجيل إلا أنه أضاع الانفراد التام الذي جمعه بالحارس الكاميروني أدريس كاميني (49). ومع اعتماد المنتخب المصري على الكرات الطويلة إلا أنها لم تجد نفعاً باعتبار أن الدفاع الكاميروني كان أفضل، وهو ما تزامن مع تفوق بدني للاعبي الوسط الدفاعي في “الأسود الكاميرونية” خصوصاً نيكولو الذي سيطر على تحركات حسني عبدربه وقطع الإمدادات عن ثنائي المقدمة عماد متعب ومحمد زيدان. ويتصدى عصام الحضري لكرة قوية من نجم وسط المنتخب الكاميروني إيمانا (60)، وهي كانت بمثابة جرس الإنذار للاعبي الوسط المصري، الذين كانوا بعيدين عن مستوياتهم. وساء مستوى المنتخب المصري كثيراً في الدقائق التالية، وارتكب لاعبو الوسط العديد من الأخطاء التي تسببت في الكثير من القلق لمدافعي “الفراعنة” وحارس مرماهم عصام الحضري. ويضيع عماد متعب أخطر كرات مصر في الشوط الثاني، بعد أن استقبل عرضية أحمد حسن خلف الدفاع وسددها مباشرة تجاه المرمى لتهز الشباك الجانبية لمرمى الكاميرون (89).الأشواط الإضافية مع انطلاقة الأشواط الإضافية، بدا الإصرار العربي واضحاً على محيا أبناء النيل. أنهوا كل الحسابات في خمس قائق ووضعوا كل سوء الشوطين الأصليين خلفهم، وسجل البديل محمد ناجي “جدو” هدف مصر الثاني (93)، قبل أن يعود قائد المنتخب المصري أحمد حسن ويضيف الهدف الثالث من ركلة حرة مباشرة (95). وأوجد البديل حسام غالي توازناً أكبر في وسط الميدان، وهو ما انعكس على الأداء المصري الذي بدا أكثر سيطرة على وسط الملعب وهو الأمر الذي لم يسمح للكاميرونيين بتهديد مرمى الحضري بأي كرة خطرة. وأدى النجم القادم محمد ناجي “جدو” دوره على أكمل وجه، وساهم في طرد مدافع المنتخب المصري مدافع المنتخب الكاميروني اوريليان شيدجو بعد أن خطف منه الكرة بذكاء، وأجبره على إعاقته وهو متجه إلى المرمى الكاميروني (113). ولم يستجد جديد في هذا اللقاء لينتهي بانتصار فرعوني “كالعادة” ويتأهل إلى نصف النهائي، ليلتقي المنتخب الجزائري الذي كان أقصى ساحل العاج في المباراة السابقة. وبذلك ضمن العرب ممثلاً لهم في نهائي البطولة 27 من البطولة الإفريقية