سخر المعلق السياسي في صحيفة “هآرتس” الكاتب البارز عكيفا إلدار من ازدواجية المعايير التي تتبعها “إسرائيل”، مشيراً إلى إرسالها “مساعدات” لمنكوبي هايتي في الوقت الذي تنكب مليوناً ونصف مليون إنسان في غزة . وقال في مقال بعنوان “منطقة منكوبة على بعد ساعة من تل أبيب” “أعطونا هزة في هايتي، تسونامي في تايلندا، هجوماً في كينيا وسينتصر الناطق بلسان الجيش” . وفي تلميح لاستغلال المساعدات الإنسانية لأغراض سياسية دعائية، يتابع “في الطائرة التي تقل طواقم المنقذين يتم اصطحاب الصحافيين لتغطية المساعدات الإنسانية، بعدما حولوا نائب وزير الخارجية دان أيلون الذي حقّر السفير التركي لوجه “إسرائيل” فإن العالم كله سيرى وجهها الجميليؤكد إلدار أن “التضامن” مع ضحايا الكارثة في هايتي البعيدة تفضح اللامبالاة حيال العذابات المتواصلة لأهالي غزة . ويضيف “على بعد ساعة من مكاتب الصحف في “تل أبيب” يحاصر مليون ونصف المليون إنسان منذ عامين ونصف العام ضمن جزيرة نائية” . وتساءل من يهتم بأن 80% من النساء، الأطفال والرجال في غزة ممن يعيشون بجوارنا تحت خط الفقر؟ وأضاف ان قراء الصحف “الإسرائيليين” يعرفون قصة طفلة تم إنقاذها من تحت الردم في هايتي لكن قلائل فقط منهم سمعوا عن أطفال غزة ممن يبيتون بين خرائب منازلهم . ويتابع “كي تكون لديك فكرة عما يجري داخل السجن الأكبر في العالم -غزة، فلك أن تتنازل عن برامج الترفيه التلفزيونية وتنتقل لواحدة من الفضائيات الأجنبية وينبه إلى أن الكارثة في هايتي من صنع الطبيعة، أما في غزة فهي من صنع البشر بل من “صنع أيادينا”، ويقول إن الجيش “الإسرائيلي” لم يرسل لغزة طائرات محملة بالدواء والغذاء إذ سبق وأرسلت طائراته المقاتلة صواريخ لتطال 60 ألف منزل ومنشأة وتحول 3500 منها إلى حطام، وهناك عشرة آلاف إنسان من وقتها يعيشون من دون دورة مياه، و40 ألفاً دون كهرباء فيما 97% من المصانع معطلة نتيجة التقييدات “الإسرائيلية” .ويفضح إلدار ازدواجية المعايير لدى “إسرائيل” فيقول إنها قبل كارثة هايتي بأيام حالت دون خروج 17 كفيفا فلسطينيا من القطاع إلى رام الله بغية زرع قرنيات تعيد لهم الأمل بالبصر . ويتابع في الوقت الذي تقدم الطواقم الطبية “الإسرائيلية” لأيتام هايتي تقوم “إسرائيل” بتفتيش كل حمولة تدخل غزة وتتأكد من عدم تهريب لعبة أطفال أو حلوى أو دفتر ضمن رزمة المواد الغذائية الضرورية المسموح بدخولهاويتابع ساخراً “ماذا يعني مطالبة غولدستون برفع الحصار عن غزة ووقف العقاب الجماعي عن أهاليها؟ فقط كارهو “إسرائيل” يستطيعون مقاضاة “الدولة الأولى التي أقامت مشفى ميدانيا في هايتي