واصل فريق برشلونة الإسباني إبداعه وتألقه في السنوات الأخيرة وتوّج بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم عقب فوزه على مانشستر يونايتد الإنكليزي بثلاثة أهداف مقابل هدف اليوم السبت، في المباراة النهائية التي استضافتها العاصمة الإنكليزية لندن وأقيمت على استاد ويمبلي الشهير أمام 87695 متفرجاً. واللقب هو الرابع في تاريخ برشلونة الذي سبق وأن حمل لاعبوه كأس البطولة ثلاث مرات سابقة أعوام 1992 بالفوز على سامبدوريا الإيطالي بهدف دون رد في مباراة أقيمت على ملعب ويمبلي ذاته، و2006 بالتغلب على آرسنال الإنكليزي بهدفين مقابل هدف واحد في فرنسا، أما اللقب الثالث فكان بالفوز على مانشستر يونايتد أيضاً بهدفين دون رد في المباراة التي أقيمت على ملعب ال”أوليمبيكو” في العاصمة الإيطالية روما في نهائي نسخة عام 2009. وهذا هو الفوز الرابع لبرشلونة على مانشستر يونايتد في تاريخ المواجهات الأوروبية المختلفة بين الفريقين الكبيرين مقابل ثلاثة انتصارات لمانشستر، علماً بأن أربع مواجهات أوروبية بين الفريقين انتهت بالتعادل. وبذلك يكون الفريق الكاتالوني قد أنهى مبارياته في النسخة الحالية من البطولة بعد أن حقق الفوز في تسع مباريات وتعادل في ثلاث بينما خسر مباراة واحدة فقط كانت أمام آرسنال الإنكليزي في ذهاب الدور ثمن النهائي (1-2). وعلى الصعيد التهديفي توّج لاعبو برشلونة بلقب البطولة بعد أن أحرزوا 30 هدفاً ودخل مرماهم تسعة أهداف فقط. افتتح التسجيل للفريق الإسباني بدرو رودريغيز في الدقيقة 27 وتمكن واين روني من إدراك التعادل لمانشستر يونايتد في الدقيقة 34، وفي الدقيقة 54 أعاد الأرجنتيني ليونيل ميسي فريقه برشلونة إلى التقدم بإحرازه الهدف الثاني قبل أن يتمكن دافيد فيا من إحراز الهدف الثالث في الدقيقة 69. الشوط الأول بدأ اللقاء بصدام قوي ومتوقع بين الفريقين في وسط الملعب فبرشلونة يميل إلى التمريرات القصيرة في وسط الملعب لاختراق دفاع مانشستر إلا أنه واجه ضغطاً متوقعاً من لاعبي الفريق الإنكليزي الذين اندفعوا بقوة لقطع الكرات، والبدء من ثم سريعاً في الانطلاق بهجمات خاطفة اعتماداً على سرعة الكوري الجنوبي بارك جي سونغ والإكوادوري فالنسيا. في الدقيقة السابعة كاد روني أن ينفرد تماماً بمرمى فيكتور فالديز إثر كرة طويلة ضربت مدافعي برشلونة بالكامل، إلا أن الخروج السريع والقوي لفالديز حمى مرماه من استقبال هدف السبق الإنكليزي في الدقائق الأولى من اللقاء.
بعد مرور ربع ساعة من بدء الشوط الأول وضح تماماً أن كتيبة المدرب الاسكتلندي القدير أليكس فيرغوسون تميل إلى الانكماش الدفاعي الحذر لتضيق المساحات أمام تمريرات برشلونة القصيرة السريعة والتي يعتمد عليها الفريق الكاتالوني بصورة أساسيه في اختراقاته لدفاعات الفرق المنافسة التي يواجهها. وكادت خطة الفريق الإسباني أن تنجح سريعاً في اختراق استحكامات الشياطين الحمر ففي الدقيقة 16 خرج دافيد فيا خارج منطقة الجزاء واستلم كرة بينية ثم مررها لتشافي هرنانديز ناحية اليمين فلعبها الأخير أرضية سريعة ضربت دفاع الفريق الإنكليزي ووصلت إلى بدرو الذي سبق الصربي فيدتش بخطوة واحدة وسدد الكرة مباشرة ذهبت إلى خارج الملعب لتضيع أولى الفرص الحقيقية في اللقاء. مالت الكفة تماماً إلى برشلونة وبدا أن مانشستر سيدفع ثمن انكماشه المبالغ فيه داخل نصف ملعبه وبدأ الفريق الكاتالوني في الاعتماد على التحضير السريع ثم إطلاق التصويبات الخاطفة الأرضية، وبالفعل أطلق فيا تسديدة أرضية قوية ذهبت إلى خارج الملعب في الدقيقة 20، ثم كرر محاولته أيضاً بعد ذلك بدقيقة واحدة مستغلاً تمريرة ذكية من تشافي إلا أن الحارس الهولندي فان دير سار أمسك الكرة باقتدار وثقة. ودفع مانشستر ثمن تراجعه الدفاعي غالياً، ففي الدقيقة 27 وصلت الكرة إلى إنييستا الذي مررها إلى تشافي قائد برشلونة وعقله المفكر فمررها الأخير إلى بدرو الخالي تماماً من الرقابة داخل منطقة الجزاء فلم يتوان الأخير من تسديد الكرة أرضية خاطفة في المرمى بمهارة كبيرة محرزاً هدف التقدم لبرشلونة، فتلقى جمهور مانشستر صدمة عنيفة مع بداية اللقاء بسبب البداية الضعيفة لفريقه. استفاق الفريق الإنكليزي سريعاً ولم يترك لاعبوه الأمور لتهرب من أيديهم فيتكرر سيناريو نهائي عام 2009 ثانية، ففي الدقيقة 34 ذهبت الكرة إلى واين روني من الناحية اليمنى في منتصف ملعب برشلونة فتقدم بسرعة وثبات ومرر الكرة إلى المخضرم راين غيغز داخل منطقة الجزاء فأعاد الأخير الكرة سريعاً لروني نفسه الذي سددها بقوة محرزاً هدف التعادل، لتعود الأمور إلى نقطة الصفر من جديد وتتساوى كفة الفريقين مرة أخرى. عاد برشلونة ليفرض أسلوبه في اللعب المعتمد على التمريرات القصيرة السريعة التي يعقبها دائماً إما تمريرة بينية للأمام أو تسديدة خاطفة على المرمى، ومن إحدى هذه التسديدات كاد إنييستا أن يعيد فريقه إلى المقدمة في الدقيقة 37 إلا أن كرته ذهبت فوق عارضت فان در سار بسنتيمترات قليلة. واصل برشلونة المسيطر تماماً على أحداث الشوط الأول غزواته الخطيرة وفي الدقيقة 44 كان الظهور الأول للأرجنتيني ليونيل ميسي الذي استغل مهارته وتوغل بنجاح باتجاه منطقة جزاء مانشستر ثم مرر الكرة إلى فيا الذي أعادها للأرجنتيني مرة أخرى وهو داخل منطقة الست ياردات إلا أن الكرة مرت من أمامه بغرابة لتضيع فرصة ذهبية على الفريق الإسباني لإنهاء الشوط الأول متقدماً. الشوط الثاني بدأ الشوط الثاني على نفس شاكلة سابقه فمانشستر يميل إلى الانكماش بأكثر من ثمانية لاعبين على منطقة جزاءه تاركاً المجال تماماً للاعبي برشلونة للتمرير والتحرك بحرية، وفي الدقيقة 50 وصلت الكرة أقصى اليمين إلى الظهير الأيمن البرازيلي دانيال ألفيش الذي تقدم بثبات وثقة وضرب دافع مانشستر بالكامل ثم أطلق تسديدة أرضية أخرحها بصعوبة فان در سار فوصلت إلى ميسي الذي سدد مباشرة في المرمى إلا أن الظهير الفرنسي باتريس إيفرا أخرج الكرة لركلة ركنية. واصل برشلونة استحواذه المثمر على الكرة في وسط الملعب معتمداً على مهارة لاعبيه إنييستا وتشافي وفي الدقيقة 54 وصلت الكرة إلى إنييستا الذي أهداها إلى ميسي فتقدم الأرجنتيني بثبات وثقة ودون أي مضايقة دفاعية صوب المرمى الإنكليزي وأطلق تسديدة أرضية زاحفة صاروخية ارتقى إليها فان در سار متأخراً فاستقرت في شباكه معلنة الهدف الثاني لبرشلونة. سيطر برشلونة تماماً على مجريات اللعب وسط استسلام غريب من لاعبي مانشستر وكاد ميسي أن يحرز الهدف الثاني له والثالث لفريقه عندما استلم الكرة داخل منطقة الجزاء في حراسة المدافع الدولي ريو فرديناند ثم تقدم صوب المرمى وسدد الكرة أرضية إلا أن فان در سار أخرجها بصعوبة بالغة في الدقيقة 63، بعد ذلك بدقيقتين تدخل فان در سار مجدداً وارتدى قفاز الإجادة لتصويبة تشافي الصاروخية مخرجاً إياها إلى ركلة ركنية. أخيراً وبعد طول صمت استشعر فيرغوسون الخطورة وقام بإخراج فابيو ودفع بدلاً منه بالبرتغالي ناني في محاولة يائسة لاستعادة السيطرة على وسط الملعب. لم يفلح تدخل فيرغوسون في إنقاذ الأمور ففي الدقيقة 69 قام ميسي بأداء فاصل من المراوغة والمهارات الفردية الرفيعة ثم طالت كرته فذهبت إلى بوسكتس الذي مرر الكرة بدوره إلى فيا المتمركز على حدود منطقة الجزاء فسددها مهاجم المنتخب الإسباني لولبية رائعة فشل فان در سار في التصدي لها فاستقرت في الشباك معلنة ثالث أهداف الفريق الكاتالوني، وسط صدمة وحسرة الجمهور الإنكليزي. حاول لاعبو مانشستر استعادة توازنهم من جديد والصمود أمام استحواذ لاعبي برشلونة وكاد المكسيكي هرنانديز أن ينفرد بمرمى فالديز إلا أن الأخير خرج في الوقت المناسب وأخرج الكرة إلى خارج الملعب ثم أطلق البديل ناني تسديدة أرضية ذهبت أيضاً بجوار القائم الأيسر لحارس برشلونة. وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء دفع غوارديولا مدرب برشلونة بقائد الفريق كارليس بويول بدلاً من الظهير الأيمن المتألق ألفيش بغية زيادة القوة الدفاعية لفريقه في مواجهة محاولات يائسة لمانشستر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ورويداً رويداً استسلم تماماً لاعبو مانشستر لنتيجة اللقاء القاسية عليهم والغير متوقعة وانعدمت محاولاتهم لتحسين موقفهم وإحراز الهدف الثاني، في الوقت الذي مال لاعبو برشلونة لاستهلاك الوقت عن طريق تمرير الكرة بكثافة ثم الانطلاق بهجمات عنترية، حتى أطلق حكم اللقاء صافرته معلناً نهاية الشوط الثاني والمباراة بفوز برشلونة بثلاثة أهداف مقابل هدف ليتوّج باللقب الرابع خلال مسيرته واللقب الثاني في ثلاث سنوات ليبرهن أبناء الفريق الكاتالوني أنهم الأفضل والأقوى في العالم حالياً بدون منافسة. مثل مانشستر يونايتد لحراسة المرمى: الهولندي ادوين فان در سار. للدفاع : البرازيلي فابيو دا سيلفا وريو فرديناند والصربي نيمانيا فيديتش والفرنسي باتريس ايفرا. للوسط: مايكل كاريك والويلزي راين غيغز والإكوادوري أنطونيو فالنسيا والكوري الجنوبي بارك جي سونغ. للهجوم: واين روني والمكسيكي خافيير هرنانديز. مثل برشلونة لحراسة المرمى: فيكتور فالديز. للدفاع : البرازيلي دانيال الفيش وجيرار بيكيه والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو والفرنسي اريك أبيدال. للوسط: سيرجيو بوسكتس وتشافي هرنانديز وأندريس إنييستا والأرجنتيني ليونيل ميسي بدرو رودريغيز. للهجوم: دافيد فيا. المصدر: أحمد النفيلي – الجزيرة الرياضية