لم تصمد التصريحات المعادية للوحدة الترابية للمغرب المشككة في جدوى مرسوم دونالد ترامب المعترف بمغربية الصحراء، أمام آراء خبراء النظام الدستوري الأمريكي، الذين أجمعوا على أن قرار البيت الأبيض بهذا الخصوص يتميز بثقله السياسي المؤكد في العلاقات الدولية، وأن الاعتراف الأمريكي إنما هو ممارسة لسلطة دستورية مخولة للرئيس، كما تم تفسير ذلك من قبل المحكمة العليا الأمريكية. وأبرز معهد السياسة والاقتصاد الدولي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية بوصفها قوة عظمى وعضوا دائما في مجلس الأمن التابع لمنظمة الأممالمتحدة، فإنها ستفتح الباب أمام حلفائها وشركائها على اتخاذ القرار ذاته، مؤكدا أن بلدانا أخرى ستحذو حذو واشنطن، مشيرا إلى أنه يتعين على المغرب توظيف الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ورقة مهمة للترويج دبلوماسيا لمقترح الحكم الذاتي لسكان الصحراء. ولفت باحثون في المعهد المذكور الانتباه إلى أن افتتاح قنصلية الولاياتالمتحدةالأمريكية في الصحراء يشكل فرصة هامة لمزيد من التنمية الاقتصادية لفائدة هذه المنطقة، على اعتبار أن الاستثمارات والتجارة الأمريكية التي سيواكبها، لا محال، نشاط دبلوماسي أكثر قوة، ستؤدي إلى إحداث المزيد من مناصب الشغل والفرص للسكان المحليين، وستزيد من إضعاف وإرباك الانفصاليين، وأن من شأن التنمية الاقتصادية والاندماج الاجتماعي أن يمكنا سكان الصحراء من إدارة شؤونهم في إطار سيادة المغرب ووحدة أراضيه، والإسهام، بالتالي، في حل هذا النزاع الإقليمي وتعزيز قضايا السلام والاستقرار بالمنطقة. ويكتسب الاعتراف أهميته من صدوره عن أكبر قوة اقتصادية وعسكرية نووية في العالم، أصبحت القطب الوحيد في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي سابقا، ولها الوزن الأكبر والتأثير الأقوى بين باقي الدول الأربع في مجلس الأمن أثناء تدبير معضلات العالم العسكرية والاقتصادية، بالإضافة إلى التأثير البين في مجريات أحداث العالم في حالتي السلم والحرب حتى خارج مجلس الأمن. ويؤكد الخبراء أن قوة الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء تأتي من أن العالم كله ينتظر مبادرات واشنطن المؤثرة في جميع أحداث العالم دون استثناء، خاصة بالنظر إلى أن الأمر يتعلق بدولة تملك 800 قاعدة عسكرية في 70 دولة، مقابل 30 قاعدة عسكرية فقط تمتلكها روسيا وبريطانيا وفرنسا، مجتمعة، بالإضافة لما تمتلكه أمريكا من القواعد العسكرية السرية حول العالم، لا يعرف أحد عددها، كما لا تعرف المهام التي تقوم بها، ويبلغ مجموع مساحات القواعد العسكرية الأمريكية في الخارج أكثر من 50 ألف كيلومتر مربع.