لا يبدو أن قناة “العربية” تنوي الانتهاء قريبا من “ترصدها” للمغرب عبر تقارير تحمل الكثيرة من “الآراء” و”وجهات النظر” أكثر مما تحمله من محتوى خبري، إذ بعد الفيديو المثير للجدل حول “مريضة سطات”، اختارت هذه المرة مهاجمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني واعتبرته “مخالفا للقانون” بسبب نزعه الكمامة داخل البرلمان، بل زعمت أن هذا الأمر أدى إلى “إشعال جلسة البرلمان وأثارت الخلاف”. وتطرقت القناة لمداخلة العثماني أمام أعضاء مجلس النواب في جلسة يوم الاثنين، لكنها لم تركز على أي من المواضيع الكثيرة التي ناقشتها الجلسة، وإنما على طلب بعض البرلمانيين من رئيس الحكومة ارتداء الكمامة خلال مداخلته، والذي رد عليه هو بالقول إنه “يحافظ على مسافة الأمان الضرورية وبالتالي لا حاجة لارتدائه الكمامة أثناء الكلام”، مبرزا أن هذا الأمر معمول به في كل البرلمانات. غير أن القناة الممولة من السعودية والموجود مقرها في الإمارات، علقت على هذا الأمر بأنه “مخالف للقانون”، بل ذهبت أبعد من ذلك حين نسبت للبرلمانيين استغرابهم من أن ينتهك رئيس الحكومة قانونا و”خرقه” لقرار الحظر الصحي هو من صادق على قانون إجبارية ارتداء الكمامة وفرضه على المغاربة، وهو الأمر الذي لم يظهر في الفيديو المعروض كما لم يصدر عن أي برلماني خلال هذه الجلسة. ونالت العربية نصيبا وافيا من الانتقادات من طرف المغاربة بسبب هذه المادة، وخاصة عقب نشرها عبر موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إذ أوردت إحدى المعلقات “لا وجود لأي جدل في المغرب حول هذا الأمر، الجدل الوحيد هنا هو خبركم الزائف الذي لا أساس له من الصحة”، فيما أوردت أخرى “جدل واتهامات مرة واحدة، ما سمعنا بهذا إلا على قناتكم”. ودافع العديد من المعلقين عن خيار رئيس الحكومة، إذ أوردت معلقة “إذا كنتم تفهمون فهذه هي الطريقة الصحيحة لإزالتها، وأضيفوا إلى معلوماتكم أن العثماني طبيب”، فيما أورد آخر “العربية تهاجم كمامة العثماني وتتناسى إجرام ابن سلمان”، وأضاف حساب آخر “لم أر أي جدل في المغرب بسبب الكمامة، بل بالعكس هناك هاشتاغ شكرا العثماني يتصدر الترند المغربي، الشعب المغربي ليس قطيعا يساق على هواكم”.