يبدو أن المغرب يعيش أجواء مناخية استثنائية، فانقطاع الأمطار لمدة طويلة ونحن نعيش أيام شتوية، يوضح بجلاء أن المملكة صارت من الدول التي تعرف تغيرات مناخية كبيرة. ولعل أبزر ملاحظة يمكن تسجيلها هو الارتفاع الصاروخي لدرجة الحرارة،حيث تظهر التوقعات المنتظرة أن درجات الحرارة ستتجاوز غدا مثلا 31 درجة بمدينة أكادير و 30 درجة بمدينة تارودانت، وهي أرقام مخيفة بالنظر إلى الفصل الذي نعيشه الآن. التعيرات المناخية بالمغرب ستزداد والتوازن المناخي لم يعد قائما، لهذا السبب انخرط المغرب مبكرا في نهج إرادي وجاد لمكافحة ارتفاع الحرارة المناخية، برسم ملامح رؤيته الخاصة، مع التقيّد بالقرارات المتخذة جماعياً على الصعيد الدولي. ومن من أجل تحقيق إسهام المغرب، تم الانخراط في عملية تشاورية واسعة مع الأطراف المعنية. وقد مكّنت هذه العملية من مراجعة السياسات والبرامج التي انتهجها المغرب من أجل مكافحة ارتفاع الحرارة المناخية وتحديد مستوى الطموح الذي يرغب المغرب في بلوغه في إطار إسهاماته المقررة والمحددة على الصعيد الوطني ((INDC سواء في مجال التخفيف من حرارة المناخ أو في التكيّف معها.