استطاعت الأجهزة الذكية التي تجمع الجيش في حسابها، أن تنقض على الفرصة وتحول الانتخابات الأولية بفوز القطب الذكي، عبد المجيد تبون رئيسا للجزائر، بحكم فوزه بترشيح الأغلبية، علما بأن هذا السياسي المحنك الذي يمتاز على غيره من السياسيين الجزائريين، بإتقانه لإلقاء الخطب بعربية سليمة، لم يسبقه لها رئيس جزائري، إضافة إلى سابق عهده لهيمنته على الجيش في أيام سلفه بوتفليقة، والذي سبق أن اختلف مع الرئيس بوتفليقة، ومغادرته لمهامه بشكل استغرب له الجزائريون. وتبقى إشكالية العلاقة مع المغرب، مرتبطة بتصريحه الأول يوم ترشيحه، بقوله أن المغرب مطالب بتعويض الجزائر على خسائرها نتيجة قرار المغرب إغلاق الحدود مع الجزائر، إن كان هذا منطقي علما بأن وزير الداخلية المغربي إدريس البصري، هو الذي أمر بإغلاق الحدود إثر الاعتداءات الإرهابية في مراكش، إلا أن الحكمة التي يتمتع بها الرئيس الجديد، تحتم عليه التجاوب مع الأصوات الجزائرية التي تعتبر الدعم الجزائري للبوليساريو خطئا فادحا كبد هذه الدولة خسائر فادحة، إضافة إلى أن إطلاق حركة البوليساريو لم تكن باتفاق المقررين الجزائريين في زمان حكم جبهة التحرير التي لم تكن باتفاق الأطراف كلها، إضافة إلى أن أغلب التنظيمات الجزائرية تعرف بأن مستقبل المنطقة كامن في المستقبل الوحدوي لشعوب المنطقة، ولا يمكن إدراج حكم الرئيس الجديد، إذا تم تكريسه، استمرارا لعهد جبهة التحرير، التي كانت أخطاؤها سببا في سقوط نظام عبد العزيز بوتفليقة.