تبحث الجزائر جاهدة لخلق هوة بين المغرب وعمقه الإفريقي خاصة في الغرب والساحل، مادة إعلانية من خلال الإضرار بصورة المملكة مع شركائها من القارة، آخر فصول تلك المحاولات ما قدمته الجزائر من معطيات مغلوطة إلى النظام في مالي تقول فيه، مادة إعلانية إن الرباط تدعم الجماعات المسلحة الناشطة بشمال البلاد. وبحسب ما أورده "مغرب إنتلجنس"، فإن الدبلوماسية الجزائرية في مالي سلمت تقارير سرية إلى السلطات المالية، تتهم المغرب بشكل واضح ب"تمويل ودعم الجماعات المسلحة في شمال البلاد من أجل فرض سيطرتها على هذه المنطقة الحساسة من الساحل". الوثيقة الجزائرية الموضوعة رهن إشارة سلطات باماكو، قام بوضعها بوجمعة ديلمي الملقب ب"السيد مالي"، المبعوث الجزائري الخاص إلى منطقة الساحل. وتحاول التقارير الجزائرية وضع المغرب في "قفص الاتهام" وتوريطه مع الشركاء الأفارقة، من خلال ما تقول إنه "تهديد محتمل للأمن القومي المالي"، انطلاقا من أن الرباط "تقف إلى جانب الدول المعادية لاستقرار هذا البلد، ونظرا للتمسك المغربي باللوبي الغربي ولاسيما الإسرائيلي، المؤيد للتدخلات الأجنبية في منطقة الساحل". ويقول التقرير الجزائري إن دخول المغرب على خط الأزمة في مالي "يضر بمحاولات التهدئة في البلد"، ووفق التقرير، فإن هذا الضغط المكثف بدأ يلقى "آذانا صاغية" في باماكو. وتمارس الجزائر ضغوطا كبيرة على المجلس العسكري المالي من أجل تقليص حجم التجارة مع المغرب وتحجيم علاقاتها مع الرباط، بما يشمل الربط الجوي مع المطارات المغربية والحضور الدبلوماسي إلى جانب الاستثمارات الاقتصادية. يأتي هذا في سياق أطماع جزائرية تبتغي تعزيز نفوذها في مالي، البلد الذي يشترك معها في 1300 كيلومتر من الحدود والذي يعيش اضطرابات كبيرة منذ سنة 2020 بسبب استيلاء المجلس العسكري على السلطة.