قالت صحيفة "إلموندو" الإسبانية، اليوم الإثنين، أن المغرب والجزائر أدارا ظهريهما إلى منتدى الاتحاد من أجل المتوسط الذي انعقدت جلسته اليوم في مدينة برشلونة بحضور ممثلي ووزراء خارجية أكثر 40 بلدا، الأمر الذي يُخيب المساعي التي كان يهدف إليها وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس. وحسب ذات المصدر وفق ما كتبته "الصحيفة"، فإن ألباريس كان يسعى للقاء نظيره المغربي، ناصر بوريطة، خلال فعاليات هذا المنتدى من أجل مناقشة إرساء علاقات التعاون الديبلوماسي بين الرباطومدريد، ووضع حد للأزمة الديبلوماسية التي كانت قد نشبت بين البلدين بين أبريل وغشت الماضيين، والعمل على إعادة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها وعودة السفيرة المغربية إلى مدريد. كما أشارت إلموندو، أن ألباريس كان يسعى أيضا للتوسط بين المغرب والجزائر، في محاولة لحل الخلافات بين البلدين، خاصة في قضية الغاز الذي قررت الجزائر الاستغناء عن الأنبوب الناقل العابر للمغرب نحو إسبانيا والاعتماد على خط ميدغاز الوحيد المباشر من الجزائر إلى إسبانيا بالرغم من التهديدات المحدقة بهذا القرار. وللقيام بهذه المساعي، تضيف إلموندو وفق "الصحيفة" دائما، أن ألباريس كان يود لقاء ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، إلا أن الوزيرين المغاربيين لم يحضرا لهذا الاجتماع، مشيرة إلى أن بوريطة برر عدم مشاركته بتوجهه إلى العاصمة السينغالية دكار للمشاركة في القمة الصينية الإفريقية. وقالت الصحيفة الإسبانية المذكورة في ذات التقرير، أن مدريد بالرغم من مساعيها لإنهاء الخلاف مع المغرب والتوسط بين الرباطوالجزائر، إلا أنها لم ترد التأكيد على حضورهما، بسبب التوتر القائم بينهما، حيث كان متوقعا أن الوزيرين سيغيبان عن هذا الاجتماع في برشلونة. وبهذا الغياب، أشارت إلموندو، بأن التوقعات التي كانت تشير إلى احتمالية أن يكون اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، هو نقطة انطلاق عودة العلاقات بين الرباطومدريد إلى سابق عهدها، عن طريق لقاء بوريطة وألباريس، قد خابت، ليتأجل الموعد إلى أجل آخر غير محدد. هذا ولازال الغموض يلف طبيعة العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإسبانيا إلى حدود الساعة، حيث أنه بالرغم من أن الملك محمد السادس أعلن في غشت الماضي، في خطاب ثورة الملك والشعب، انتهاء الأزمة مع مدريد، إلا أن العلاقات ظلت محدودة في تصريحات إيجابية بين الطرفين دون عقد أي لقاء مباشر بين مسؤولي البلدين. كما أن السفيرة المغربية لدى مدريد، كريمة بنيعيش، لازالت لم تعد إلى منصبها منذ شهور، مما يطرح العديد من علامات الاستفهام عن طبيعة العلاقات الثنائية بين الطرفين.