إتضح أن عبارة "مغرب الأمس ليس هو مغرب اليوم" التي سبق وأن قالها ناصر بوريطة ليست جملة عابرة وإنما خطا دبلوماسي رسمه الملك محمد السادس لتأطير علاقات المملكة الدولية خاصة مع دول الاتحاد الأوروبي، ففي الخطاب الذي وجهه اليوم السبت إلى المغاربة بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء تطرق إلى المعاملات التجارية والاقتصادية مع الدول التي لا تعتبر الرباط ذات سيادة على الصحراء. وقال الملك في الخطاب: "إن التطورات الإيجابية، التي تعرفها قضية الصحراء، تعزز أيضا مسار التنمية المتواصلة، التي تشهدها أقاليمنا الجنوبية، فهي تعرف نهضة تنموية شاملة ، من بنيات تحتية، ومشاريع اقتصادية واجتماعية.وبفضل هذه المشاريع، أصبحت جهات الصحراء، فضاء مفتوحا للتنمية والاستثمار، الوطني والأجنبي". وأضاف الملك: "لدينا والحمد لله، شرکاء دوليون صادقون، يستثمرون إلى جانب القطاع الخاص الوطني، في إطار من الوضوح والشفافية، وبما يعود بالخير على ساكنة المنطقة. ونود هنا أن نعبر عن تقديرنا، للدول والتجمعات، التي تربطها بالمغرب اتفاقيات وشراكات، والتي تعتبر أقاليمنا الجنوبية، جزءا لا يتجزأ من التراب الوطني". ثم توجه بنبرة حادة تقول "الأيام 24″، إلى الذين يطمعون في ثروات السوق المغربية دون الاعتراف بسيادته على الصحراء، قائلا: "كما نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية". بهذه العبارة يكون الملك محمد السادس قد وضع شركاء المغرب الاقتصاديين خاصة دول الاتحاد الأوروبي إما موقف واضح من الصحراء المغربية وإما إغلاق باب الاستثمار والتعاون الاقتصادي، ويمكن اعتبار ما ورد في الخطاب أول رد من الملك على قرار محكمة العدل الأوربية إلغاء اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري لأنهما تشملان الصحراء.