تعيش حكومة بيدرو سانشيز الإسبانية، وبالخصوص وزيرة خارجية هذه الحكومة، أرانشا غونزاليز لايا، أسوأ فتراتها في هذا المنصب، بعد تراكم الاخفاقات والأزمات الديبلوماسية التي تسببت فيها مؤخرا، أولها مع المغرب، والآن مع دولة نيكارغوا الواقعة في أمريكا اللاتينية. وفاجأت نيكارغوا وسائل الإعلام الدولية اليوم الأحد، بإصدار وزارة خارجيتها بلاغا عبارة عن رسالة غاضبة وشديدة اللهجة ضد إسبانيا ووزيرة خارجيتها، بسبب ما وصفته بتدخل إسبانيا في شؤون نيكاراغوا، بعدما طالبت أرانشا غونزاليز من حكومة نيكاراغوا التي يقودها دانييل أورتيغا، بالافراج عن معارضين سياسيين. وحسب وكالة أوروبا بريس الإسبانية، فإن رسالة وزارة الخارجية النيكاراغوية وصفت تصريحات أرانشا غونزاليز بالتصريحات التي تنم عن "جهل ووحشية لا تليق بالأساليب الديبلوماسية"، مشيرة إلى أنها يجب أن تعلم بأنها تخاطب بلدا وشعبا حرا. وقالت وزارة خارجية نيكاراغوا، بأن إسبانيا قبل أن تعطي الدروس للبلدان الأخرى في الديموقراطية، يجب أن تطبق هي بنفسها المبادئ الديموقراطية، وتعمل على إفراج المعارضين السياسيين الكتالونيين، مضيفة في كلام موجه لأرانشا غونزاليز "نحن ندينك بسبب جهلك الفظ وعدم الاحترام ونبرة التفوق السخيف"، في إشارة إلى تصريحاتها التي تحدثت فيها عن الأوضاع في نيكاراغوا، المستعمرة الإسبانية السابقة. وانتهزت نيكارغوا الفرصة في رسالتها، لتذكير إسبانيا بجرائمها التي ارتكبتها في الحقبة الاستعمارية في نيكارغوا، وطالبت مدريد بالاعتذار عن جرائمها، قبل أن تطالب إسبانيا حاليا بعدم التدخل في شؤون بلد مستقل بذاته، بعبارات شديدة اللهجة. وقالت وكالة الانباء العالمية رويترز، بأن رد فعل دولة نيكاراغوا يُعتبر تحولا حادا في العلاقات بين إسبانيا ونيكاراغوا، بالرغم من العلاقات كانت ودية بين حكومتي البلدين، الحكومة الاشتراكية الإسبانية بقيادة بيدرو سانشيز، والحكومة اليسارية التي يقودها دانييل أورتيغا. وكانت عدد من الدول قد انتقدت حملات اعتقالات في صفوف سياسيين معارضين لنظام أورتيغا في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع بوزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليز لايا، لإعطاء تصريحات إعلامية تنتقد الوضع في نيكارغوا، غير أن رد فعل الأخيرة كان شديد اللهجة. ويبدو أن أزمة ديبلوماسية جديدة ستواجهها إسبانيا بعد الأزمة الديبلوماسية القائمة حاليا مع المغرب، بسبب استقبال إسبانيا لزعيم البوليساريو، وكانت وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليز، إحدى أبرز أعضاء حكومة سانشيز التي تقف وراء دخول غالي إلى شبه الجزيرة الإسبانية رغم أنه مطالب للقضاء الإسباني بتهم تتعلق بارتكاب جرائم ضد حقوق الإنسان. (المصدر: الصحيفة)