ستحاكي العمليات المشتركة بين الجيشين المغربي والأمريكي التي ستجرى خلال مناورات "الأسد الإفريقي 2021″، سيناريو محاولة ميليشيات مسلحة اقتحام الأراضي المغربية من الجهة الحدود الشرقية، وهي العملية التي ستجري في منطقة "المحبس" المحاذية للحدود الجزائرية، وفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة"، ما يحيل مباشرة على تهديدات جبهة "البوليساريو" الانفصالية التي ستكون تدريبات هذه السنة قريبا جدا من مواقع قياداتها ومسلحيها في تندوف. وتفيد معطيات التي أوردتها جريدة "الصحيفة"، أن التدريبات ستركز على سيناريو العمليات البرية والجوية المشتركة التي ستتصدى للتهديدات العابرة للحدود للميليشيات المسلحة غير التابعة لجيش نظامي، وهو الأمر الذي يعني مشاركة الجيش الأمريكي في تأمين الأراضي المغربية انطلاقا من الشريط الحدودي الفاصل بين الأقاليم الصحراوية وولاية تندوف الجزائرية، ما يتماشى و"الشراكة العسكرية الاستراتيجية" بين البلدين من جهة، والاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على المنطقة من جهة أخرى. وتعني هذه التدريبات استمرار الإدارة الأمريكية على عهد الرئيس الحالي الديمقراطي جو بايدن، في التنزيل العملي للمرسوم الرئاسي الذي وقعه سلفه الجمهوري دونالد ترامب في دجنبر من العام الماضي، علما أن مناورات الأسد الإفريقي التي ستكون الأكبر من نوعها هذه السنة، والتي ستعرف مشاركة 8000 جندي من المغرب وأمريكا وتونس والسنغال، ستجرى لأول مرة على أراضي الصحراء المغربية، وتحديدا مدينتي الداخلة وطانطان ومنطقة المحبس. وتجد هذه المعطيات سندها على الموقع الرسمي للقيادة العسكرية الأميركية في إفريقيا "أفريكوم" التابعة لوزارة الدفاع والمشرفة المباشرة على المناورات، والتي أوردت أن الهدف منها هو "مكافحة النشاط الخبيث في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، إلى جانب الرفع من قدرات العمل المشترك بين الولاياتالمتحدة وشركائها الأفارقة والدوليين للدفاع عن أراضيهم من العدوان العسكري للأعداء".