بعد نفي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني لما أوردته جبهة "البوليساريو" الانفصالية بخصوص قتلها ل3 جنود مغاربة بمنطقة "أقا" في عملية قالت إنها استهدفت عمق الأراضي المغربية، اختارت القوات المسلحة الملكية سبيلا آخر للتفاعل مع هذه الأنباء، من خلال الإعلان عن حضور الجيش الأمريكي في الأقاليم الصحراوية استعدادا لمناورات "الأسد الإفريقي 2021"، بما في ذلك منطقة المحبس القريبة من ولاية تندوف الجزائرية. وأفرج الجيش المغربي، الخميس عن معطيات بخصوص زيارة وفد أمريكي للمنطقة العسكرية الجنوبية، تفيد بأن الزيارة شملت منطقة تافراوت ومدينة الداخلة التي تحتضن مقر القنصلية الأمريكيةالجديدة، بالإضافة إلى بعض المواقع التي ستحتضن مناورات الأسد الإفريقي خلال الفترة ما بين 7 و18 يونيو 2021، ويتعلق الأمر بطانطان وتفنيت إلى جانب منطقة المحبس التي تبعد عن ولاية تندوف التي تحتضن قيادات جبهة "البوليساريو" الانفصالية بأقل من 100 كيلومتر. وربطت القوات المسلحة الملكية، من خلال المعطيات التي نشرتها عبر صفحتها في "الفيسبوك" التي سبق أن اعتمدتها وكالة المغرب العربي للأنباء الرسمية كمصدر، هذه الخطوة ب"تنزيل الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي لا تراجع عنه"، على حد تعبيرها، عارضة صورة للقاء الذي جمع قيادات الجيشين المغربي والأمريكي. ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" من مصادرها الخاصة فإن زيارة الوفد العسكري الأمريكي إلى المنطقة، التي تعد الأولى في عهد الرئيس الجديد جو بايدن، ليست جديدة، إذ انطلقت يوم 20 يناير الماضي وهو اليوم نفسه الذي أدى فيه ساكن البيت الأبيض الجديد اليمين الدستورية واستمرت إلى غاية نهاية الشهر، غير أن الجيش المغربي تعمد الكشف عن تفاصيلها الآن. وتفسر مصادر "الصحيفة" هذه الخطوة بكونها تمثل "ردا مبطنا على مزاعم البوليساريو بخصوص تحركات ميليشياتها في الأقاليم الجنوبية، وخاصة في منطقة المحبس القريبة من الحدود الجزائرية"، بالإضافة إلى بعث رسائل للجبهة الانفصالية وقصر المرادية مفادها أن محاولاتهم إقناع الإدارة الأمريكيةالجديدة للتراجع عن الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء "لا فائدة منها ومفتقرة للواقعية". وتمثل منطقة المحبس خط التماس الصريح بين مسلحي جبهة "البوليساريو" والجيش المغربي، كونها المنطقة الوحيدة من الأقاليم الجنوبية المحاذية مباشرة للحدود الجزائرية ولمواقع تواجد قيادات الجبهة، وخلال الأسابيع الماضية كانت هناك معطيات تتحدث عن إمكانية تدخل المغرب شرق الجدار الأمني هناك لمنع الانفصالية بشكل نهائي من التسلل إلى المنطقة العازلة، وهو ما استبقته الجزائر بإجراء أولى مناوراتها العسكرية هذه السنة في ولاية تندوف.