اللقاء الرسمي الذي جمع بين الملك محمد السادس والرئيس الجنوب إفريقي كان له وقع مفاجئ في جميع الأوساط، بما فيها السياسية والإعلامية الداخلية لجنوب إفريقيا. جاكوب زوما سارع إلى إعطاء استجواب صحافي لصحيفة جنوب إفريقية قبل مغادرته أبيدجان الإيفوارية، قدم فيه مبررات تراجعه عن مواقفه المعادية للمغرب ولقاء الملك محمد السادس. الصحف الجنوب إفريقية قدمت تفسيرات مختلفة لهذا التحوّل، أولها الحسابات السياسية الداخلية لزوما، خاصة داخل حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، حيث سارعت مسؤولة العلاقات الخارجية في الحزب، إيدنا موليوا، إلى مهاجمة زوما بعد لقائه بالملك. الحزب يشهد صراعات طاحنة حول زعامته، توظف فيها جميع الأوراق الداخلية والخارجية. أما السبب الثاني الذي قدمته الصحافة الجنوب إفريقية، فهو حرص زوما على نيل عضوية غير دائمة بمجلس الأمن الدولي عام 2019 باسم إفريقيا، وسعيه إلى تجنب نزول المغرب بثقله ضد هذا الترشيح.