أصبح الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية محط انتقادات واسعة في صفوف مناضلي الحزب، إلى حد أن بعض المناضلين يتهمون المدير العام للموقع، سليمان العمراني، بكونه متحيز لرأي دون آخر في الجدل الدائر حول تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب بالمؤتمر الوطني المقبل، على اعتبار أنه يمثل الجهة التي تقف ضد عودة عبد الإله بنكيران لقيادة الحزب في المرحلة المقبلة. واستغرب عدد من مناضلي الحزب لكون مدير الموقع رفض نشر عدد من مقالات الرأي المحسوبة على التوجه الذي يقول بقانونية تعديل المادة 16 من النظام الأساسي للحزب، في المؤتمر المقبل، باعتباره أعلى هيئة تقريرية في الحزب، في الوقت الذي نشر فيه الموقع عددا من الآراء التي تعتبر أن النقاش حول المادة المذكورة حسم نهائيا بتصويت المجلس الوطني الأخير ضد إحالة هذه المادة على المؤتمر. وأبرز هذه المقالات، مقال لعبد العلي حامي الدين، عضو الأمانة العامة، والذي لم ينشره مدير الموقع إلا بعد احتجاجات بعض مناضلي الحزب على ذلك، عبر صفحات التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حسب مناضلي "البيجيدي". وبعد هذا الحادث، علم "اليوم24″، أن عضوي الأمانة العامة للحزب، المصطفى الرميد ولحسن الداودي، اتصلا بالعمراني وطالباه بوقف النقاش حول تعديل المادة 16 عبر الموقع الرسمي للحزب، وهو ما دفع القائمين على موقع "البيجيدي" إلى الخروج على الفور بتوضيح يعلن فيه إيقاف نشر المقالات حول الجدل الدائر. وأفاد أحد أعضاء الإدارة العامة لحزب العدالة والتنمية، في حديثه للموقع، أن عددا من قيادات وقواعد الحزب سبق لهم أن نبهوا في مختلف المحطات التنظيمية وعبر الفيسبوك إلى أن موقع الحزب الرسمي اتخذ مسارا متحيزا للرأي الذي يرفض عودة بنكيران لقيادة الحزب منذ مدة. وأوضح المصدر أن هذا التوجه بدأ يتضح أكثر بعد مدة قصيرة من إعفاء بنكيران من تشكيل الحكومة الثانية، وتشكيل حكومة العثماني، مستدلين على ذلك بعدم تغطية الكثير من الزيارات التي كان يقوم بها مناضلو الحزب لبيت بنكيران، في إشارة منهم إلى أنهم لا يزالون متشبثين به أمينا عاما للحزب. ولفت ذات المصدر إلى أنهم لم يفهموا خلفيات هذا التحول في خط الموقع حتى أعلن سليمان العمراني عن موقفه المعارض لعودة بنكيران لقيادة الحزب خلال المرحلة المقبلة، في مداخلة له أمام أعضاء المجلس الوطني للحزب الأخير. واتصل "اليوم24" ثلاث مرات بسليمان العمراني لأخذ وجهة نظره في الموضوع، وفِي الاتهامات الموجة إليه في هذا الصدد، إلا أن هاتفه ظل يرن دون رد.