كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أنه انطلاقا من القمة الإفريقية الأوروبية التي تحتضنها ساحل العاج، أمس الأربعاء وغدا الخميس، سيبدأ مسلسل سحب مجموعة من الدول الإفريقية اعترافها بالجمهورية الوهمية "البوليساريو"، مبرزا أن قرار حضور المغرب القمة، رغم مشاركة إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، يدخل في إطار الخطة الهجومية للمملكة من أجل مواجهة الجبهة ومن يقف وراءها بدل مسلك المقعد الفارغ، كما كان معمولا به قبل العودة إلى الاتحاد الإفريقي. ناصر بوريطة، الذي كان يتحدث في حوار مع وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، قبل الكلمة التي من المرتقب أن يلقيها الملك محمد السادس، بعد قليل، في الجلسة الثانية، حول موضوع الهجرة، مباشرة بعد كلمة رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، أكد: "أن التوجه اليوم، هو ألا تعترف الدول ب(البوليساريو). هل تتذكرون بلدا ما اعترف بها مؤخرا؟ لهذا أستطيع أن أقول إن هناك دولا تستعد لسحب الاعتراف بها مثل مالاوي". رئيس الدبلوماسية المغربية كشف، أيضا، أنه "ابتداء من اليوم، ستسحب دول أخرى اعترافها بالجبهة، وهذا (التوجه) سيستمر". وبخصوص حديث بعض الموالين للبوليساريو عن كون حضور الملك محمد السادس القمة إلى جانب إبراهيم غالي يعني نوعا من الاعتراف بالجبهة، أوضح بوريطة أن ليس في ذلك أي مشكل، لأن وفد البوليساريو "غير مرئي"، نظرا إلى "أن جبهة البوليساريو غير موجودة ولن توجد بالنسبة إلينا". كما فند ما يروج له البعض بخصوص إمكانية توقيع المغرب إلى جانب الجبهة على وثائق ملزمة خلال القمة الحالية، موضحا أن توقيع المغرب والجبهة لن يوجد في وثيقة واحدة، وللتأكيد على ذلك قال: "ليس هناك ما يجب توقيعه هنا. هي فقط توصيات (اتفاقات شفوية)، بدون أي توقيع". وعن أسباب المشاركة القوية للمغرب في هذه القمة، أوضح بوريطة: "أن المغرب اتخذ خطة هجومية تقوم على عدم العودة مطلقا إلى المقعد الفارغ"، في إشارة واضحة إلى سياسة المقعد الفارغ التي اعتمدتها المملكة منذ سنوات في إفريقيا، وهي التي كان يستغلها خصوم المغرب لتقديم مغالطات لا أساس لها من الصحة عن المغرب. وفي هذا يردف بوريطة شارحا: "لا يجب ترك، أبدا، الخصوم يتقدمون بأطروحتهم، وأن يقرروا (…). المغرب سيشرح أسبابه وسيقنع الدول الإفريقية بموقفه". بوريطة أشار، كذلك، إلى أن الاتحاد الإفريقي كان في السابق، المكان الذي كانت تشعر فيه جبهة البوليساريو بالارتياح، في ظل العزلة الدولية التي تعاني منها، مبرزا أن المغرب قرر مواجهتها داخل الاتحاد الإفريقي من أجل فضح مغالطاتها التي كانت تقدمها على أنها حقائق. كما أن المغرب غير منزعج من الجلوس إلى جانب بلدان أخرى لاتزال تعترف بالبوليساريو مثل نيجيريا أو تنزانيا أو رواندا.