توقع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن تتوجه الدول الأفريقية، انطلاقا من القمة الأوروبية الأفريقية في أبيدجان الإيفوارية، نحو سحب اعترافها ب"جمهورية البوليساريو" التي تشارك أيضا في هذه القمة. وأكد بوريطة، ضمن لقاء مع "إفي" أن "التوجه العام، حاليا، هو عدم اعتراف الدول بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وتساءل: "هل يوجد بلد اعترف بهذه الجمهورية مؤخرا؟ يمكنني أن أذكر دولا بدأت في سحب هذا الاعتراف؛ مثل مالاوي. واعتبارا من الغد سيكون هناك المزيد (..) والأمر سيستمر على هذا النحو". وفي هذا المنتدى الذي تشارك فيه دول منظمتي الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والأول الذي يقام في إحدى دول جنوب الصحراء الكبرى، سيجلس في قاعة واحدة الملك محمد السادس والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي. وعلى الرغم من ذلك، أكد الوزير بوريطة أن "هذا المعطى لن يمثل مشكلة، لأن وفد البوليساريو يعتبر غير مرئي بالنسبة للمملكة المغربية، معتبرا إياها جهة ليس لها ولن يكون لها وجود بالنسبة إلى الوفد المغربي". وأكد وزير الشؤون الخارجية أن "المملكة لن توقع على أي وثيقة تكون فيها جبهة البوليساريو الانفصالية طرفا"، مشيرا إلى أن "هذه القمة لن تصدر عنها وثائق، وسيقتصر عملها فقط على تبني التزامات شفهية، ومن ثم فلن تتلاقى توقيعات الطرفين على أي مستند". بوريطة أبرز، ضمن التصريح نفسه، أنه "لا ينبغي مطلقا السماح للخصوم بالمضي قدما في نظرياتهم (..) المغرب سيوضح أسبابه وسيقنع باقي دول الاتحاد الأفريقي بمواقفه"، كما اعتبر أن "منظمة الاتحاد الأفريقي كانت بالنسبة للانفصاليين منبرا مريحا تمكنوا من خلالها من قول ما يحلو لهم". وشدد المسؤول الحكومي المغربي أن المملكة عادت إلى الاتحاد الأفريقي بهدف الحيلولة دون السماح لجبهة البوليسارو بمواصلة ارتكاب انتهاكات؛ مثل إعلان الصحراء كدولة في حين أنها ليست كذلك، وأنها عربية مع أنها ليست عربية". وعقب رجوع المغرب إلى الاتحاد الأفريقي، في 30 يناير من هذه السنة بعد غياب دام لأكثر من 32 عاما احتجاجا على ضم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، أكدت الرباط أن "الجلوس على نفس الطاولة مع جبهة البوليسارو الانفصالية لا يعني أنها تعترف بها كدولة"، بينما يركز ناصر بوريطة على أن "ما يهم المغرب في قمة أبيدجان هو الأجندة الأفريقية".