تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد النساء، الذي يصادف 25 نونبر من كل سنة، لا زال المغرب يسجل نسب مرتفعة من تعنيف النساء، أغلبها في الأماكن العامة، غير أن أكبر النسب تسجل في العالم القروي بنسبة تتجاوز 10 في المائة العالم الحضري. وفي ندوة نظمتها مساء اليوم الجمعة بالرباط، أعلنت بسيمة الحقاوي، وزيرة المرأة والأسرة والتصامن والتنمية الاجتماعية والمساواة، أن نسب العنف صد النساء في الأماكن العامة شهد ارتفاعا ملحوظا، ففيما كان يسجل المغرب سنة 2016 نسبة 66 في المائة، يستعد المرصد الوطني للعنف صد النساء لعرض تقرير جديد له، سجل من ضمن خلاصاته ارتفاع نسب العنف ضد النساء خلال سنة 2017 إلى نسبة 73 في المائة، وفي الوقت الذي اعتمد فيه التقرير على المعطيات التي تفرزها خلايا الاستقبال لدى الدرك والمستشفيات والمحاكم، قالت الحقاوي، إن وزراتها تعتزم التصدي لهذه الظاهرة، عن طريق الحملة الوطنية 15 لوقف العنف ضد النساء، التي أطلقتها اليوم تحت شعار "بلغوا عليه"، لوقف زحف أرقام تعنيف النساء، داعية في الوقت ذاته المواطنين لتجاوز الحياد السلبي تجاه هذه الظاهرة، والتفاعل مع قضايا تعنيف النساء عن طريق التبليغ عنها. وفي حديثها أمام ممثلي الهيئيات الدولية، والأحزاب، والجمعيات النسائية، ردت الحقاوي على منتقدي تعاطي وزارتها مع "البلوكاج" الذي يعرفه قانونها لمحاربة العنف ضد النساء، حيث أمضى أزيد من سنة داخل مجلس المستشارين، قالت الحقاوي إن وزارتها تتحمل كامل المسؤولية في مواكبة خروج هذا القانون الجديد للوجود لصالح المواطنات والمواطنين. من جهة ثانية، تخوض وزارة الحقاوي لأول مرة، تجربة الشراكات المحلية، افتتحتها باتفاق مع مجلس جهة الرباطسلاالقنيطرة، ومجلس مدينة الرباط، لتحويل العاصمة إلى مدينة آمنة للنساء من العنف، عن طريق وضع خطة متكاملة تهدف لحماية النساء في الأماكن العمومية، عن طريق توفير الإنارة والنقل الآمن، بالاضافة الى تنزيل الخطط الحكومية الموجهة للنساء على المستوى المحلي. ومنذ ثلاث سنوات، استطاعت وزارة الحقاوي، دعم 108 مركز للاستماع للنساء المعنفات، بغلاف مالي وصل 27 مليون درهم، من أجل تعزيز التكفل بهن، بالإضافة الى إحداث 40 فضاء متعدد الوظائف للنساء المعنفات، لاستقبالهن وتوفير الإيواء المؤقت لهن، بالإضافة الو احداث خلايا مؤسساتية للنساء المعنفات في 96 مستشفى عمومي. وقدمت الوزارة قائمة من المقترحات الأولية للتنزيل على المستوى المحلي، لدعم حماية النساء من العنف في الفضاءات العامة، من بين مقترحاتها، دعم جمعيات الأحياء للتعاقد مع شركات الحراسة الخاصة، بالإضافة الى حملة واسعة للتحسيس بالطاهرة وضرورة الحد منها، تشمل خط الجمعة، وأفلام في القنوات العمومية، ووصلات تحسيسية بمشاركة فنانين ورياضيين معروفين، وتلبيس الحافلات بشعار "بلغوا عليه" في المدن المشاركة في هذه الحملة.