السلطات المحلية لمدينة مليلية المحتلة، تتعاون مع الأجهزة الأمنية المغربية في مراقبة تحركات المتطرفين والجهاديين المغاربة المشتبه فيهم، الذين يتنقلون بين المدينةالمحتلة والداخل المغربي، لاسيما بعد إشارة مجموعة من التقارير الدولية والإسبانية إلى أن مليلية تحولت إلى "نقطة سوداء" لاستقطاب وتجنيد الشباب المغاربة، الذين سافروا في السنوات الأخيرة إلى سوريا والعراق، علاوة على أن المدينة عرفت اعتقال بعض الجهاديين المغاربة الذين كانوا يقومون بجمع الأموال من أجل تمويل التنظيم الإرهابي داعش. مندوب الحكومة الإسبانية بمليلية، عبد المالك البركاني، كشف أن القيادة العامة بمدينة مليلية، ساعدت الأجهزة الأمنية المغربية على اعتقال 29 جهاديا فوق التراب المغربي، كما أن الجانبين قاما بعمليات مشتركة من أجل اعتقال جهاديين. المصدر أوضح أن أمن مليلية "شارك في 18 عملية لمكافحة الإرهاب منذ 2005، تم على إثرها اعتقال 69 شخصا، 29 منهم في المغرب، و30 في إسبانيا، إلى جانب اثنين في بلدان أوروبية أخرى". مصادر مطلعة من شمال المملكة، أوضحت ل"أخبار اليوم" أن أغلب الاعتقالات التي تمت في المغرب بمساعدة أمن مليلية، تمت بعد إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2015. وتبقى واحدة من أكبر العمليات الأمنية المشتركة بين رجال عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وأمن مليلية، هي تلك التي أعلن عنها يوم 5 شتنبر الماضي، عندما تم اعتقال 6 جهاديين مغاربة بين سبتة والناظور، إذ "كانوا يخططون لسرقة الأسلحة من قوات الأمن (خاصة الشرطة والحرس المدني الإسبانيين)، ومن الوحدات العسكرية"، وقتل الأمنيين والعسكريين الذين يملكونها أو يحرسونها، حسب ما كشفته مصادر من عناصر مكافحة الإرهاب لصحيفة "لارثون" الإسبانية. في المقابل، سبق لإغناسيو ثويدو، وزير الداخلية الإسباني، أن أشار إلى أن التعاون الأمني مع المغرب "سمح لإسبانيا باعتقال 178 شخصا"، لديهم بروفايلات "خطيرة جدا" ومن "المتطرفين جدا"، كما سمح بتفكيك 10 خلايا جهادية في عمليات مشتركة.