مع توالي أيام اعتقال الأمراء ورجال الأعمال السعوديين، لم يتضح بعد مصير الاستثمارات في المغرب التي يملكها هؤلاء الموقوفون بتهم ثقيلة، ضمنها الفساد المالي وتقديم رشاوى، خاصة مع عدم توفر معطيات شاملة عن حجم هذه الاستثمارات وتركيبتها المالية، وتوزيع رؤوس أموالها بين هؤلاء الأمراء ورجال الأعمال، وبين الشركاء الآخرين، وضمنهم مجموعات مغربية وأجنبية. ومن ضمن الأمراء والشخصيات السعودية الموقوفة على ذمة التحقيق، والتي تملك استثمارات في المملكة، نجد الأمير الوليد بن طلال، والشيخ صالح الكامل، وبكر بن لادن، ثم الشيخ محمد حسين العامودي. وتتوزع استثمارات الأمير الوليد بن طلال، الذي يعد واحدا من أغنى رجال الأعمال السعوديين وأكثرهم استثمارا في الخارج، عبر مجموعته المملكة القابضة، بين القطاع العقاري والفندقي والمالي، خاصة عبر المجموعة الفندقية "فور سيزنس"، التي تمتلك فندقين في مراكشوالدارالبيضاء، فضلا عن فرع المجموعة المالية "سيتي بنك"، التي تنشط في مجال الخدمات المالية ومقرها بالدارالبيضاء منذ سنة 1967. بدوره، يملك رجل الأعمال صالح الكامل، عبر مجموعته الضخمة "دلة البركة"، مساهمات في عدد من المشاريع التي أطلقها منذ سنة 1983، عبر استثماراته في قطاع الثروة السمكية، وامتلاك وصيانة السفن، وعدد من المشاريع الفندقية التي انتهى عدد منها إلى الفشل، خاصة مشروع فندق مرحبا بالدارالبيضاء، ومشروع قصر الزهور بأكادير، الذي كان محط دعاوى قضائية لسنوات طويلة. وتنشط مجموعة الكامل أيضا في مجال البنوك التشاركية، إذ دخلت في شراكة عبر فرعها البنكي السعودي- البحريني، مع مجموعة "البنك المغربي للتجارة الخارجية"، لإنشاء بنك تشاركي سيرى النور قريبا، على أساس امتلاك المجموعة السعودية 49 في المائة من رأس المال مقابل 51 في المائة للجانب المغربي. وإلى جانب طلال والكامل، نجد الملياردير السعودي محمد حسين العامودي، مالك حصة الأسد من مصفاة "سامير" المفلسة، وحسب المعطيات المتوفرة، فالعامودي يمتلك حصة 67 في المائة من شركة "كورال بتروليوم" المالكة للمصفاة، علما أنها تخضع منذ غشت من سنة 2015 لمسطرة التصفية القضائية، من طرف المحكمة الابتدائية للدار البيضاء، التي حددت قيمتها في قرابة 21.6 مليار درهم، وهو مبلغ يقل بكثير عن مجموع الديون العالقة في ذمة العامودي لصالح مؤسسات عمومية وخواص تقدرها بعد المصادر بزهاء 44 مليار درهم. ويمثل الشيخ بكر بن لادن، رئيس مجموعة "بن لادن"، آخر الشخصيات الأربع المستثمرة في المغرب، حيث أنشأ أخيرا في المغرب شركة "غاران" برأسمال 920 مليون درهم، يملك ضمنها حصة 80 في المائة من رأس المال، فيما يملك شركاؤه المغاربة حصة 20 في المائة، ويتعلق الأمر بالشركة العامة للمقاولات والبناء بالدارالبيضاء المملوكة لرجل الأعمال محمد بوزوبع ومجموعة "أجانا" العقارية. وتخطط المجموعة السعودية لبناء مدينة جديدة تحت اسم "فيكتوريا سيتي"، تتسع ل150 ألف نسمة على مساحة إجمالية تبلغ 250 هكتارا. مشروع آخر كانت مجموعة "بن لادن" كشفت عن قرب تنفيذه بقيمة 1.5 مليار دولار، خُصص لتشييد أكبر وأطول برج في القارتين الإفريقية والأوروبية بمنطقة آنفا- سيتي الجديدة في وسط الدارالبيضاء. لكن إلى الآن لم يتأكد صدق هذه النوايا ولا موعد إطلاق أشغال المشروع. وحسب ما نقل عن "بن لادن" نفسه خلال زيارته الأخيرة للمغرب، خلال حفل إطلاق مشروع "بوسكورة سيتي"، الذي تصل كلفته الإجمالية إلى 60 مليون دولار، فالمشروع يمثل انطلاقة لمجموعة من المشاريع، التي تعتزم المجموعة إنجازها في المغرب، والتي تقدر قيمتها الاستثمارية بنحو ملياري دولار