المغرب يدخل رسميا نادي الدول التي تمتلك أقمارا اصطناعية عسكرية بعدما نجح يوم أمس الأربعاء حوالي الساعة الالواحدة و45 دقيقة صباحا في إطلاق أول قمر اصطناعي للمراقبة، انطلاقا من قاعدة كورو التابعة لمنطقة جويانا الفرنسية، بهدف تعزيز قدرات المملكة العسكرية والأمنية والاستخباراتية والاستطلاعية، وهو القمر الذي أطلق عليه لقب "محمد السادس أ" والمعروف باسم اسم "MN35-13″، في انتظار تدعيمه بقمر اصطناعي شبيه له لقب ب"محمد السادس ب"، سيتم إرساله إلى الفضاء في السنة المقبلة (2018). مصادر كشفت ل"اليوم 24″، أن القمر الاصطناعي كان يحمل في العقد الموقع بينه المغرب والشركة الأوروبية "إيرباص للدفاع والفضاء" وفريقها تاليس إلينيا سبيس سنة 2013، اسم el Moroccan EO Sat، قبل أن يتقرر إطلاق لقب "محمد السادس أ" عليه. وأضافت المصادر ذاتها أن القمر المغربي الجديد يزن حوالي 1.1 طن، كما أنه سيشتغل على الأقل ما يقارب 5 سنوات، إذ سيتوجب بعدها على المهندسين العسكريين المغاربة، الذين كانوا حاضرين خلال مراحل تصنيعه وتجميعه وإرساله إلى الفضاء، إعادة برمجته من جديد لكي يستجيب للتحديات والمخاطر الأمنية المطروحات بعد مرور خمس سنوات. " اليوم 24″ استفسرت الخبير المغربي في الشؤون الأمنية والعسكرية، عبد الرحمان المكاوي، حول المدة التي سيمكن للمغرب أن يعتمد فيها على القمر الجديد، إذ أوضح قائلا: "القمر لا يسقط، لكن بعد مرور خمس سنوات سيكون المهندسون العسكريون المغاربة مجبرين على إعادة برمجته وتجديده ليتلاءم مع المخاطر التي تواجه المغرب حينها"، مبرزا "أن المخاطر والتهديدات تتغير مع السنوات". محمد السادس (أ) قادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية أي شيء يتحرك فوق الأرض أو البحر يبلغ علوه 70 سنتيما في مساحة 800 كيلومتر"، كما أنه "يستطيع التقاط نحو 1000 صورة يوميا من علو 700 كيلومتر، وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية الأرضية قرب مطار سلا، والتي يراقبها مهندسون عسكريون مغاربة. ووصل محمد السادس (أ) إلى موقعه في الفضاء بعد 55 دقيقة من إطلاقه، إذ يقع فوق السواحل الشمالية للمحيط الأطلنتي، وفي مدخل البحر الأبيض المتوسط عند مضيق جبل طريق، وهو المضيق الذي يعبر منه جزء كبير من التجارة العالمية المشروعة وغير المشروعة. وأشارت مصادرنا أنه في الحقيقة لا يتعلق الأمر بالقمر الاصطناعي الأول، بل بالقمر الصناعي العسكري الاستخباراتي الأول، إذ سبق للمغرب أن أطلق قمرا للاستشعار مشتركا مع جامعة برلين التقنية يسمى ماروك توبسات (زرقاء اليمامة) في 10 دجنبر 2001، وكانت أهدافه ذات طبيعة مدنية محضة. وتم إطلاقه حينها من قاعدة بايكونور الفضائية بكازاخستان على متن الصاروخ الروسي زينتينت2. وبخصوص القمر الصناعي محمد السادس (ب)، أشارت مصادر غربية أنه، مبدئيا، من المنتظر أن يحمله إلى الفضاء في 2018 صاروخ "فيغا: التابع لشركة أريان سبيع؛ غير أنه قد يستعين بالشركة الروسية "سويوز" المتخصصة في إطلاق الأقمار الاصطناعية، باعتبارها الأكثر شهرة في العالم. في هذا السياق، رجحت مصادر "أخبار اليوم" إمكانية أن تكون الإماراتالمتحدة العربية ساهمت في تمويل برنامج القمر الاصطناعي التوأم محمد السادس (أ) و(ب)، إذ كلفا نحو 560 مليون أورو. فيما أوضح موقع nasaspaceflightقائلا: "رغم أنه نشرت القليل من التفاصيل بخصوص القمرين الاصطناعيين المغربيين الجديدين، لكنهما شبيهان بالقمرين الاصطناعيين "فالكون آي" اللذين تحضرهما شركة إيرباص للدفاع والفضاء وفريقها "تاليس إلينيا سبيس"، وهي نفس الشركة التي تكلفت بتحضير القمرين المغربيين. ووفقا لموقع fly-news، نقلا عن مصادر مغربية، فإن محمد السادس (أ) سيسمح للمخابرات المغربية بمضاعفة قدرتها على محاربة الإرهاب، كما سيسمح للدرك الملكي بمراقبة الحدود البرية المغربية الشاسعة (2362 كيلومترا)، الحدود البحرية (3500 كيلومتر)، وكذلك، الهجرة السرية وتهريب المخدرات. كما سيسمح للجيش المغربي بتعزيز المراقبة للجدار الأرضي الذي يفصله عن مخيمات تيندوف، وكذلك الحدود مع الجزائر.