بعد إعفاء الملك لأربعة وزراء من حكومة سعدالدين العثماني، وإعلان مناصبهم شاغرة، تسود موجة ترقب في صفوف حزب الاستقلال، الذي بات ينتظر الضوء الأخضر من أجل الالتحاق بالحكومة. وحسب مصادر استقلالية تحدثت ل "اليوم24″، فإن قيادات وقواعد حزب الاستقلال القريبة من مراكز القرار، تتحدث عن أن التحاق حزب علال الفاسي بحكومة العثماني أصبح "واردا جدا". وحسب مصدر قيادي من اللجنة التنفيذية، فإنه لم يتم الحديث عن الموضوع بطريقة رسمية، لأن الحزب لم يتلق، لحد الآن، أي عرض من رئيس الحكومة، موضحا أن الكلام دار بين قيادات الحزب، لكن بطريقة غير رسمية. لكن مصدر آخر، أوضح أنه منذ جلوس نزار البركة على كرسي زعامة حزب علال الفاسي، بعث بعدة رسائل مشفرة لدوائر القرار السياسي، مفادها أن "حزب الاستقلال على أتم الاستعداد للالتحاق بحكومة العثماني". ومن أبرز الإشارات التي بعثت بها اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، مسارعتها إلى تشكيل خليتين داخل حزب الاستقلال، على خلاف باقي الأحزاب، مباشرة بعد الخطاب الملكي في افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، الأول لإعداد تصور الحزب للنموذج التنموي الجديد الذي دعا له الملك محمد السادس الحكومة والبرلمان من أجل صياغته في أقرب وقت ممكن، والخلية الثانية تعتكف على إعداد تصور "سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل، وإيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية، وخاصة في المناطق القروية والأحياء الهامشية والفقيرة"، وتصور الحزب حول "إقامة المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي كمؤسسة دستورية للنقاش وإبداء الرأي وتتبع وضعية الشباب". الخلية الأولى اجتمعت مباشرة بعد اجتماع اللجنة التنفيذية التي أعقبت الخطاب الملكي، فيما الخلية التي تعكف على إعداد تصور حول موضوع الشباب اجتمعت أمس الأربعاء، وحددا معا منهجية العمل والتكليفات لصياغة تصور موحد. وبعد الانتهاء من هذه العملية، يرتقب، حسب المصدر ذاته، مبادرة حزب الاستقلال إلى إعداد مذكرة ترفع إلى الديوان الملكي، وأخرى توجه لرئيس الحكومة في الموضعين معا. أما الإشارة الثالثة التي تؤكد أن نزار البركة يستعد للالتحاق بالحكومة، فتتمثل في توجهه إدارة المركز العام لحزب الاستقلال إلى إحداث بوابة داخل الموقع الالكتروني الرسمي لحزب الاستقلال تعنى "بالشأن الحكومي والشأن العام"، وهو ما اعتبره المصدر أن "البركة يستعد على كل الواجهات لدخول الحكومة". هذا وفي الوقت الذي أكد مصدر من اللجنة التنفيذية، آثر عدم ذكر اسمه، أن حزب الاستقلال لن يدخل الحكومة من أجل "سد الفراغ" الذي أحدث فيها بإعفاء بعض الوزراء، أكد نور الدين مضيان، عضو اللجنة التنفيذية، نفس الفكرة. وقال مضيان ل "اليوم24" إن حزب الاستقلال لم يتلق أي اتصال رسمي من أجل الالتحاق بحكومة العثماني، لحد الآن. وأضاف "ليس في علمنا أننا سندخل الحكومة ولا نجري أي تسخينات في الموضوع"، قبل أن يستدرك "إن "حزب الاستقلال لن يسد الفجوات، بل إذا كنا سندخل الحكومة فإننا سندخل من الباب الكبير". وبعدما شدد مضيان على أن هذا الموقف خاص به هو، قال إنه سيدافع بقوة عليه داخل الهيئات التقريرية للحزب إذا ما عرض عليه الدخول إلى الحكومة.