بعد أربعة سنوات من الأبحاث والتحقيقات في الجريمة التي هزت ضواحي مدينة مكناس في أكتوبر 2014، أنهت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بجلستها ليوم أول أمس الأربعاء، الجولة الأولى من محاكمة المتهمين في مقتل مستثمر فرنسي وابنته القاصر بالتبني بضيعته الفلاحية، حيث أدانت 3 متهمين من بينهم عاشق ابنة الفرنسي بالسجن المؤبد، بعد أن آخذتهم المحكمة من أجل تهم جنائية ثقيلة وجهها لهم قاضي التحقيق، تخص"القتل العمد، وتكوين عصابة إجرامية، والسرقة الموصوفة بالليل، وإحراق أوراق بنكية وإتلاف مستندات". وبخصوص المجموعة الثانية، والتي تضم سبعة متهمين، من بينهم تاجر من مدينة الحسيمة، اقتنى سيارة الفرنسي التي استولى عليها المتهمون المدانون بقتله، فيما اشترى الآخرون بقية المسروقات من ضيعة الفرنسي من تجهيزات فلاحية وأثاث منزلي، حيث وزعت عليهم المحكمة 23 سنة سجنا نافذا، وذلك بإدانة ثلاثة متهمين منهم بخمس سنوات نافذة بتهمة "إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية السرقة، وتقديم المساعدة لعصابة إجرامية"، أما المتهمين الأربعة الآخرين وهم من جيران ضيعة الفرنسي بضواحي مكناس، فقضت المحكمة في حقهم بسنتين نافذتين، بتهمة "عدم التبليغ عن وقوع جناية رغم علمهم بظروف ارتكابها، وإخفاء متحصل عليه من جناية السرقة". وتعود فصول هذه الجريمة والتي هزت سلطات مكناس نهاية أكتوبر 2014، ووصلت واقعتها حينها إلى فرنسا، حيث تحدثت الصحافة الأجنبية عن مقتل فرنسي على يد "دواعش" مغاربة، قبل أن تكشف أبحاث المحققين المغاربة، على أن الأمر يتعلق بعصابة يرأسها شاب مغربي من قرية "سبع عيون"، كان على علاقة غرامية مع ابنة الفرنسي. وأظهرت أبحاث هذه القضية، بعد فك لغزها من قبل درك مكناس، بأن المتهم الرئيس كان يزور عشيقته القاصر خلسة بضيعة والدها، حيث اطلع على محتويات الضيعة و"الفيلا"، مما دفعه إلى التخطيط معية أفراد عصابته لسرقة الفرنسي، والذي قاوم المعتدين على "فيلته" ليلا، قبل أن يجهزوا عليه بضربة على مستوى الرأس، وبعده قاموا بتصفية ابنته حتى لا ينكشف سرهم، حيث استولى حينها عاشقها وعصابته على البطاقة البنكية لأبيها، مما مكنه من سحب 6 ملايين سنتيم من حساب الفرنسي، بعد أن حصل على القن السري من ابنته قبل قتلها، فيما لجأ المتهمون إلى بيع كل ما سرقوه من الضيعة، منها حاسوب وهواتف ذكية وبندقية صيد وسيارة، وهي المسروقات التي نجح المحققون في حجزها لدى مشتريها المدانين هم أيضا في هذا الملف.