اتفق المتهمون على مزاولة السرقة ضد النساء فقط. كانوا في كل مرة يترصدون ضحاياهم ويسلبونهم أغراضهم، ويتجهون بعد ذلك إلى مكان بعيد عن الأنظار من أجل اقتسام المحصول اليومي من السرقات. كانوا يستعملون السلاح الأبيض في كل عمليات السرقة من أجل تهديد ضحاياهم، وقد وصل عدد العمليات الإجرامية التي قاموا بها تسعة، همت على الخصوص هواتف نقالة وأموالا وحليا، وكان أحد المتهمين يشتري من أصدقائه الهواتف المسروقة بأثمنة زهيدة كي يعيد بيعها من جديد في «الجوطية». باشرت عناصر الفرقة القضائية تحرياتها من أجل وضع حد للنشاط الإجرامي لهذه العصابة، بعد أن بلغ إلى علمها ما تعرضت له العديد من النساء من سرقات، فقامت بالعديد من الحملات التمشيطية في الأماكن التي تعود المجرمون ارتيادها، فتم ضبط المتهم يوسف وهو متلبس بالسرقة بالعنف، استهدفت الضحية زينب التي اعترض سبيلها قرب إحدى المؤسسات التعليمية تحت طائلة التهديد بمدية، ثم سلبها حقيبتها اليدوية ولاذ بالفرار، ولكن هذه المرة وجد من يتربص به، فقد طارده العديد من المارة وألقوا القبض عليه، وسلموه لرجال الشرطة. التحقيق مع المتهم عند استقدامه إلى مصلحة الأمن، وبعد البحث معه، اعترف المتهم بأنه قام بعدة سرقات صحبة قاسم ومحمد، وأضاف أن النقود المسروقة تم اقتسامها وبأن الهواتف المحمولة قد بيعت كلها لشريكهم مصطفى. وكان المتهم قد استهدف مجموعة من النساء، من بينهن طبيبة أسنان رفضت الامتثال لطلبه، فطعنها بمدية في أصبع يدها، واستولى على حقيبتها اليدوية. كما قام بتعنيف سيدة أخرى كانت رفقة ابنتها الصغيرة، بعدما سلبها حافظتها اليدوية، ومبلغا ماليا، ومجموعة من الأوراق الشخصية. وقد اعترف يوسف خلال البحث التمهيدي بأنه اتفق مع قاسم ومحمد على تنفيذ السرقات بالسلاح ضد النساء. وقد نفذ الأظناء تسع عمليات سرقة، في حين اعترف المتهم الثاني بعد القبض عليه بأنه يعرف المتهم يوسف، الذي سبق له أن سكن معه بنفس الحي، وكان يعلم مسبقا أنه كان ينفذ السرقات، ويستولي على الهواتف النقالة لضحاياه، وأنه كان يملك عربة يعرض عليها الهواتف النقالة للبيع بجوطية الحي الحسني، فاقترح على يوسف أن يبيعه تلك الهواتف المسروقة بأثمنة بخسة حتى يكسب من ورائها ربحا وفيرا. محاكمة المتهمين ثبت للمحكمة بأن الأفعال ثابتة في حق المتهمين، والتي تشكل بالنسبة للمتهم الأول جناية تكوين عصابة إجرامية، والسرقة بالسلاح والضرب والجرح، وجنحة إخفاء شيء متحصل عليه من جناية بالنسبة للمتهم الثاني، باعتبار أن المتهم كان يعلم وقت شرائه الهواتف المحمولة بان مصدرها السرقة. وقد قضت غرفة الجنايات باستئنافية سطات بمؤاخذة المتهم يوسف من (مواليد 1983) بتهمة تكوين عصابة إجرامية، والسرقة بالسلاح والضرب والجرح، وحكمت عليه ب 10سنوات سجنا نافذا، وبمؤاخذة المتهم الثاني مصطفى من (مواليد 1965) من أجل جنحة إخفاء شيء متحصل عليه من جناية، والحكم عليه بثلاثة أشهرحبسا نافذا، وغرامة مالية قدرها 500 درهم طبقا للفصل 571من القانون الجنائي بعد إعادة التكييف.