اشتعلت حرب التسريبات داخل حزب الأصالة والمعاصرة، حول التدبير المالي للحزب، الذي هيمن عليه الأمين العام المستقيل إلياس العماري، بين قياديين داخل البام. إذ تبين أن الحزب يتحكم في ميزانية غير واضحة تسمح له بمنح تعويضات كبيرة لبعض قادته. أنصار إلياس العماري سربوا خبرا عن تقاضي حسن بنعدي لمبلغ 40 ألف درهم من أكاديمية الحزب، وهي مؤسسة للتكوين تابعة للحزب، كما اتهم بتوظيف قريبة له ب15 ألف درهم، لكن بنعدي، قال إنه يتقاضى 30 ألف درهم من الأكاديمية، وإن قريبته كانت تشتغل ب20 ألف درهم، وهو الذي اقترح عليها الانتقال للعمل معه. وكشف بنعدي أن إلياس "كذب على الناس لي لفوق ولي تحت"، بخصوص الأكاديمية، وأنه هو من اقترح عليه أجرته في الحزب. من جهة أخرى، تفجرت قضية "الفيلا" التي اقتناها حكيم بنشماش قبل حوالي سنة في حي الرياض بالرباط، بملبغ يصل إلى حوالي مليار ونصف، حيث تحول الأمر إلى جدل داخل اجتماع المكتب السياسي، وأثيرت تساؤلات حول كيف تمكن رئيس مجلس المستشارين من جمع هذا المبلغ، وهو الذي لم يمض على انتخابه سوى حوالي سنتين، خاصة أنه لم يحصل على قرض من البنك. وتعليقا على هذه التسريبات المالية قال عبداللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي للحزب، إنه كقيادي لم يسبق أن حضر مناقشة داخل المكتب السياسي حول منح أجور لأعضاء في المكتب السياسي، لكنه أشار إلى أنه "يروج بأن كل من الحبيب بلكوش، الأمين العام بالنيابة وميلودة حازب البرلمانية السابقة، يحصلان على أجور من الحزب"، مضيفا أنه لا توجد شفافية داخل الحزب تسمح بمعرفة أساليب التدبير المالي. وكان إلياس العماري قد صرح بأن التدبير المالي للحزب سليم، بشهادة تقرير المجلس الأعلى للحسابات، الذي تلقى مصاريف الحزب المتعلقة بتمويل الدولة، لكن مصادر من الحزب أفادت بأن إلياس العماري، يدبر أموالا عبارة عن تبرعات ودعم من رجال أعمال، وأن مشكل الشفافية مطروح بحدة. وسبق لوهبي أن شكك في المعطيات التي قدمها إلياس للمجلس الأعلى للحسابات، متابعا أن الحزب لا يمول حملات المرشحين للانتخابات، رغم حصوله على الدعم، ودعا إلى مراجعة ملفات الحزب المودعة لدى المجلس. ويأتي هذا الجدل في وقت يستعد الحزب لعقد دورة ساخنة للمجلس الوطني في 21 أكتوبر، للنظر نهائيا في استقالة إلياس العماري، التي أعلناها في 7 غشت الماضي، وانتخاب أمين عام جديد. وفيما يسعى تيار العماري إلى إبقاء قبضته على الحزب، يسعى تيار آخر، يضم كلا من عبداللطيف وهبي، والشيخ بيد الله، وحسن بنعدي، وآخرين إلى القطع مع تيار إلياس داخل الحزب وفتح صفحة جديدة للبام. إذا نجح السيناريو الثاني، يقول وهبي، فإن الأمين العام الجديد سيكون مطالبا بفتح ملف التدبير المالي لإلياس العماري..