يبدو أن الاستعانة بالحيوانات الأليفة في أعمال السحر والشعوذة، وتسخيرها لأغراض لها علاقة ب»القبول» و»النفور»، لم يعد فعلا يمارس في الخفاء كما جرت العادة، وإنما أصبح التعاطي ل»الشعوذة» بواسطة الحيوانات يتم في العلن، وتارة تحت اطلاع الجيران وعموم ساكنة الأحياء التي تقطنها «الشوافات». في السياق، استنكر نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بمدينة مكناس، خلال الأسبوع المنصرم، ما تعرض له كلب على يد شخص مجهول، عمد إلى إغلاق فمه بواسطة حبل متين، وتركه يموت ببطء في شوارع حي «مرجان»، كما طالبوا بتدخل عاجل لجمعية أو تنظيم يعنى بحقوق الحيوان، لتمكين الكلب من العلاج في عيادة بيطرية، خاصة وأن وضعه الصحي يوحي بتعرضه لاعتداء شنيع من طرف شخص، وذلك لأسباب قد تكون لها علاقة بأعمال السحر والشعوذة. ونبه «فاعل خير» إلى أن المواطن العادي يصعب عليه التقدم نحو الكلب، وتخليص الخيط السميك من جمجمته، لأن ردة فعله قد تكون همجية، ذلك أنه لا أحد يعلم من أين جاء الكلب، ولا تفاصيل تعرضه للاعتداء البشع، علاوة على كون فرضية «السحر» ترعب كل من حاول الاقتراب منه، أو مد يده لتخليصه من الوثاق المتين. واقعة الكلب تخفي وقائع اعتداء مماثلة تعرضت لها كلاب وقطط بالعاصمة الإسماعيلية، جزء منها كان لأغراض السحر والشعوذة»، كما هو الشأن بالنسبة لواقعة «المرأة الساحرة»، القضية التي فجرها مواطنون بالحي السكني «المنار»، بشأن امرأة اشتهرت في الأوساط المكناسية ب «ساحرة القطط»، والتي كانت تعمد إلى نزع أسنان قطط أليفة، قبل أن تخيط أفواهها بخيط رقيق، ثم تلقي بها في الشارع، وبالتحديد في منطقة مجاورة لمقر سكناها، وهو ما استنفر قاطني الحي السكني «المنار»، ومعهم جمعيات مدنية وحقوقية، دخلت على خط الواقعة، ووضعوا شكاية لدى مصالح الأمن بالدائرة الثامنة، قبل أن يأمر وكيل الملك باعتقال المتهمة، وتعميق البحث في الملف، الذي أثار الكثير من الجدل في مكناس. الأفعال الإجرامية التي تستهدف كلاب وقطط مكناس، تارة لممارسة طقوس السحر والشعوذة عليها، وتارة أخرى لأسباب «انتقامية»، تؤكدها واقعة طعن الكلبة «لويزا» على يد شخص من أبناء الحي، وجه إليها طعنات متفرقة بواسطة سلاح أبيض من الحجم الكبير، لأن نباحها كان يزعج الفاعل، وكانت بين الفينة والأخرى، حسب مصدر من الحي المذكور، تجمع حولها «الذكور». قصة الكلبة «لويزا» تفجرت أياما قليلة بعد عيد الأضحى، ودفعت بعض المواطنين إلى رفع دعوى قضائية ضد المعتدي، الذي اختفى عن الأنظار مباشرة بعدما انتهى إلى علمه أن أشخاصا وضعوا شكاية ضده أمام مصالح الأمن بالدائرة الخامسة. وكانت ساكنة مكناس عاشت، شهر ماي الماضي، فصول مسلسل مثير، بطله كلب أصدرت المحكمة حكما يقضي بتحريره من المحل الذي كان محتجزا داخله منذ 12 سنة، بناء على شكايات تقدمت بها فعاليات حقوقية ومدنية، لإنهاء معاناة «ريكس»، الكلب الذي حجز في مطعم مهجور، يعيش صاحبه خارج أرض الوطن.