هل تورط حزب التجمع الوطني للأحرار في قضية تعارض مصالح؟ الموقع الإلكتروني «مغرب كونفيدونسيال»، كشف أن كاتبة الدولة في السياحة، لمياء بوطالب، منحت صفقة تحديث وتجديد مخطط رؤية 2020 للسياحة المغربية إلى مكتب دراسات يملكه عضو في المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار واسمه حسن بلخياط الزوكاري. بلخياط وبوطالب ضمنا مقعديهما معا في المكتب السياسي لهذا الحزب يوم 20 ماي الماضي، في مؤتمر الحزب الذي عقد بضواحي مدينة الجديدة، وشكل رئيسه عزيز أخنوش مكتبه السياسي كاملا بعدما منحه المجلس الوطني تفويضا في هذا الصدد. بلخياط، وفي 23 من الشهر نفسه، أي يوم الثلاثاء الموالي ليوم انضمامه لقيادة «الأحرار»، سيؤسس شركة عبارة عن مكتب للاستشارات اسمها Southbridge A&L، وسيقوم بتقييدها في السجل التجاري بالمحكمة التجارية للدار البيضاء يوم 26 ماي تحت رقم 377973. الإعلان المتعلق بتأسيس هذه الشركة كما اطلعت عليه «أخبار اليوم»، يشير إلى أن طبيعتها «ذات مسؤولية محدودة Sarl))» برأسمال 10 آلاف درهم. ولاحقا، ستحصل هذه الشركة على عقد مع وزارة السياحة لإعادة تقييم مخطط «رؤية 2020»، وفقا لما يقول «مغرب كونفيدونسيال». حسن بلخياط الزوكاري، الذي لم يكن معروفا من قبل، أشير إلى وجود صلة بينه وبين منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة السابق، وذكر «مغرب كونفيدونسيال» إن حسن بلخياط من أقرباء منصف بلخياط. هذا الأخير قال في تصريح ل»أخبار اليوم» إن ربط اسمه بهذه القضية «غير مفهوم»، موضحا بالقول: «حسن بلخياط رجل من العائلة، وهذا ما يربطني به، وحتى رقم هاتفه ليس لدي، وهو مشغول بأعماله، وأنا منشغل بأعمالي، وليست بيننا صلة في قطاع الأعمال». وأضاف: «من الواضح أن هناك شخصا ما يحرك هذه القضية بغرض استهداف أشخاص آخرين، ولكن ما يمكنني التأكيد عليه هو أنني بعيد تماما عن أي شيء يتعلق بصفقة مزعومة بين شخص من عائلتي وبين وزارة السياحة». الصفقة التي لم تحدد طبيعتها، وما إن كانت قد جرت بواسطة طلب عروض أو باتفاقية بين الطرفين، تأتي عقب تقييم آخر ل»رؤية 2020»، كان قد أجراه مكتب استشارات يُدعى Boston Consulting Group، في آخر ولاية وزير السياحة السابق لحسن حداد، لكن لم يعلن عن نتائجه. حداد قال ل»أخبار اليوم» بشكل مقتضب، «إن مكتبا للاستشارات نفذ بالفعل، عملية تقييم لرؤية 2020 في آخر عهده»، لكنه استدرك بالقول بأنه غير مطلع على قضية وجود صفقة جديدة لتقييم أو مراجعة المخطط المذكور من لدن خلفه. وحاولت «أخبار اليوم» الاتصال بوزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الرقمي محمد ساجد، وأيضا بلمياء بوطالب، كاتبة الدولة في السياحة، لكنهما لا يجيبان عن هاتفيهما، فيما أفاد أعضاء من الحزب أن بيانا سيصدر بهذا الخصوص، لكن حتى تحرير هذه المادة، لم يكن قد نشر أي شيء. فيما نشر موقع «كود» تصريحا منسوبا إلى مسؤول للتواصل لدى كاتبة الدولة في السياحة يزعم فيه أن «الاتفاقيات المتعلقة بالاستشارات والمفاوضات المرتبطة بهذا الموضوع، تمت على مستوى وزارة ساجد، وليس على مستوى كتابة الدولة في السياحة». حسن بلخياط، بحسب الموقع المذكور، أوكل مهمة إنجاز عملية التقييم إلى المدير السابق للمكتب السويسري «ماكينزي»، أمين تازي الريفي، الذي كان مسؤولا على تحضير «المخطط الأزرق» عام 2001. وبلخياط كان، أيضا، يعمل في مكتب «ماكنزي» بعد تخرجه من مدرسة HEC بباريس.