ودعت مكناس ، أمس الجمعة، الفنان المسرحي أحمد بنكيران، أحد الوجوه المسرحية البارزة في العاصمة الإسماعيلية منذ نهاية الستينيات ، حيث ووري جثمانه الثرى بمقبرة "مولاي مليانة" بمكناس. وكرس الراحل، الذي توفي عن عمر يناهز نحو 62 سنة ، حياته لخدمة المسرح المغربي خاصة الهاوي منه ، بكل تفان ونكران ذات سواء من حيث السينوغرافيا أو الإخراج أو التمثيل ، حيث تعتبر أعماله المسرحية علامات متميزة في مسار الفن الرابع . وانخرط الراحل (مواليد 1952)، الذي عمل أستاذا للغة الفرنسية، في جمعية العمل المسرحي كأول جمعية مسرحية تأسست بعد الاستقلال ، والذي كان من بين مؤسسيها في أواخر السبعينات من القرن الماضي، ليؤسس بعد ذلك فرقة المختبر المسرحي وينجز أعمالا مسرحية أغنت الفن المسرحي المغربي. وتعد مسرحية "الشرارة الأولى" (1973) أول عمل مسرحي شارك الراحل في تشخيصه ليقوم بعد ذلك بإخراج أول مسرحية له بعنوان "اليوم نصعد إلى الخشبة وغدا نمثل" (1974) ، كما قام رفقة ادريس المامون باقتباس وإخراج مسرحية "في انتظار غودو"، وإخراج مسرحية "المرسطان" (1983)، وشارك أيضا في تشخيص مسرحيتي "أكلة لحوم البشر" و"الحقيقة ماتت". وأنجز المرحوم، الذي يعد عضوا مؤسسا للجامعة الوطنية لمسرح الهواة، سينوغرافيا مسرحيتي "لا برادة لا كيسان"، و "موظف غريب"، وتعد مسرحية "عيشة في الريشة" (1992) لمؤلفها لحسن قناني آخر عمل مسرحي يقوم بإخراجه. وفي السبعينات التحق بالمعهد العالي للفنون البصرية ببروكسيل لمدة سنة ثم عاد لمكناس ، وشارك في تداريب المعمورة، التي كانت قبلة كبار المسرحيين المغاربة، كما حضر في مهرجان أفينيو للمسرح سنة 1979 ،وشارك بشكل فعال في مهرجانات مسرح الهواة ممثلا ومؤلفا ومخرجا . ومثل الراحل أيضا في عدد من الأفلام المغربية،ومسلسلات سورية كممثل، وكõرم في العديد من المناسبات الفنية والمسرحية. وتعد السلسلة الإذاعية "المجدوب"، التي أعدها السنة الماضية لإذاعة فاس، آخر عمل أنجزه الراحل. وللفنان بنكيران، بالإضافة إلى اهتمامه بالتمثيل والإخراج المسرحي، كتابات نقدية في مجال المسرح في عدة مجلات وجرائد وطنية. واعتبر عبد العالي السيباري، إطار بمركز التكوين المسرحي التابع للمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بمكناس، أن الراحل كان شخصا عصاميا ومهووسا بفن المسرح وملما بأدبياته، ومتتبعا للساحة الثقافية. وأشار السيد السيباري، وهو صديق للراحل، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن بنكيران ساهم بشكل كبير في إنعاش الحركة المسرحية بمدينة مكناس منذ سبعينيات القرن الماضي.