كشفت نتائج أحد المشاريع البحثية في أوربا أن أغلب المسلمين مندمجون بشكل جيد في سويسرا, ومعظمهم يشعر بعلاقة قوية مع البلاد, على الرغم من تعرضهم بانتظام لردود فعل ناتجة عن الإسلاموفوبيا. وكشف البحث الجديد, الذي أنجزه "مرصد الأديان", التابع لمؤسسة "بريرتلسمان" الألمانية, أن 98 في المائة من مسلمي سويسرا من الجيلين الأول والثاني يشعرون بأنهم مرتبطون بسويسرا, التي يقيم فيها أكثر من 350 ألف مسلم, أغلبهم من منطقة البلقان, وتركيا, فيما يشكل الحاملون للجنسية السويسرية 12 في المائة من إجمالي عدد المسلمين في البلد. واهتمت الدراسة, التي نشرت, يوم الخميس الماضي, برصد القدرات اللغوية, ومستوى التعليم, والتشغيل, ومدى الإنخراط في المجتمع بالنسبة إلى مسلمي كل من سويسرا, وألمانيا, وفرنسا, والنمسا, والمملكة المتحدة. وتوصلت الدراسة إلى أن المسلمين نجحوا في الإندماج في أسواق العمل السويسرية, والألمانية, كما اتضح أن معدل العمل المأجور في صفوف المسلمين في كلا البلدين لم يعد يختلف عما هو عليه لدى إجمالي السكان. وأشارت الدراسة إلى أن المناخ الإجتماعي تجاه المسلمين في سويسرا يتسم ب "قدر أكبر من الإيجابية" عموما مقارنة بالبلدان الأخرى التي شملها المسح. فقد اتضح أن سكان سويسرا كانوا أكثر انفتاحا لتقبل فكرة وجود جيران مسلمين (17% أعربوا عن رفضهم للفكرة). في المقابل, قال 87% من المسلمين إنهم يتواصلون بشكل منتظم مع أشخاص من ديانات أخرى خلال أوقات فراغهم. ورغم أن الدراسة أوردت أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" في سويسرا أقل حدة مقارنة بباقي البلدان التي شملها البحث, إلا أن أكثر من ثلث المسلمين أكدوا تعرضهم للتمييز خلال 12 شهرا السابقة. وقال الباحثون, الذين أشرفوا على إنجاز هذه الدراسة, إنه بالإمكان الارتقاء بمستويات التكامل والتلاحم في المجتمعات الأوربية من خلال تحسين فرص المشاركة في الأنظمة التعليمية, والتشغيلية. كما أوصى الباحثون بوجوب منح الإسلام الوضعية القانونية نفسها, التي تتمتع بها المجموعات الدينية المؤسساتية الأخرى لتشجيع التنوع الديني, كما أضافوا أنه يتعين التشجيع على التواصل بين مختلف الديانات والثقافات في المدارس, والأحياء, ووسائل الإعلام, وغيرها.