تمكنت نساء قرية عين عبدون بضواحي مركز مدينة تاونات، ليلة أمس السبت، من إخماد حريق مهول، شب في حقول فلاحية، وتطايرت شرارته لتلتهم أشجار التين والزيتون، مخلفا خسائر مادية كبيرة، وإصابة سكان الدوار بحروق خفيفة جراء تدخلهم لإخماده، في حين لم يخلف خسائر في الأرواح. وحسب شهود عيان، فإن الحريق اندلع في حدود الساعة الخامسة مساء، وأتى على هكتار من القصب، قبل أن تتطاير شرارته لتلتهم أشجار التين والزيتون في حقل مجاور، كما التهم محصول قصب في ملكية مقاولة خاصة، دون أن يمتد الحريق إلى غابات الزيتون المجاورة، بسبب تدخل نساء ورجال وأطفال القرية، ووقوفهم صفا واحدا لوقف زحف النيران الملتهبة، وذلك إلى غاية منتصف ليلة أمس السبت. وأوضحت المصادر أن الحريق، الذي تجهل أسبابه، ساهمت رياح "الغربي" وارتفاع درجة الحرارة في اشتعاله وانتقاله من موقع لآخر، ذلك أنه في لحظة اعتقد الجميع أن عملية السيطرة على الحريق قد تمت بنجاح، ليتفاجأ الكل بانبعاث النيران من تحت الرماد، واندلاعها في حقول القصب وشجر الزيتون، محدثة حمما مشتعلة في السماء، فيما ظلت راجمات حارقة تتساقط على جنبات واد "ورغة" بفعل قوة الحريق الذي استمر لأزيد من 7 ساعات. الحريق تجندت له نساء قرية عين عبدون، اللواتي وقفن صفا إلى جانب الرجال، واستنفرن كل طاقتهن لملأ براميل المياه من الوادي، وحفر الأتربة ورميها فوق ألسنة النيران المتطايرة، في مشهد وصفه مصدر "اليوم24" ب"الحماسي"، ذلك أن أزيد من 40 امرأة قمن بدور "الوقاية المدنية"، وذلك بالاعتماد على وسائل إطفاء بدائية كالمعول والسطل، والتي تظل «غير كافية» للسيطرة على مثل هذه الحرائق التي تشكل خطرا كبيرا على سكان القرية، ليتمكن الآهالي في اللحظات الأخيرة من محاصرة الحريق، الذي خلف خسائر مادية، كما خلف هلعا في صفوف الكبار والصغار. وفي الوقت الذي قضت نساء ورجال القرية نصف الليل خارج البيوت، لضبط ومراقبة أكوام الرماد، خوفا من إعادة اشتعال النيران، خاصة وأن الرياح كانت قوية، كانت عناصر الوقاية المدنية تبحث عن الماء في الوادي المجاور، بعد مرور أزيد من 8 ساعات استنجدت فيها الساكنة المصالح المختصة، ولم تصل شاحنة "البومبيا" في وقتها بسبب حريق مماثل اشتعل في دوار "تيمدغاس"، وخلف خسائر مادية كبيرة، تمثلت في التهام النيران لأزيد من 70 شجرة تين وزيتون، بالإضافة إلى خسائر كبيرة في الأسلاك الكهربائية والأعمدة الخشبية. وفور علمها بالحادث، انتقلت عناصر الدرك والسلطة المحلية إلى مكان الحريق، وفتحت تحقيقا في الحادث، بعدما استمعت لسكان الدوار، للوقوف على أسبابه، وفي ما إذا كان الأمر يتعلق بعمل مدبر ومقصود.