وجه حميد المهداوي، الصحفي ومدير موقع "بديل"، المعتقل حاليا بالسجن المحلي بالحسيمة، رسالة إلى الرأي العام، قال فيها إن ملفه تمت فبركته، وإن تصريحاته لدى الشرطة قد تم حذف جزء منها، بالإضافة إلى حديثه عن معاناته داخل السجن. وتساءل المهداوي في رسالته، "كيف يقول الملك محمد السادس في رسالته الموجهة لأسرة الصحافة والإعلام بمناسبة اليوم العالمي للإعلام (الجمعة 15 نونبر 2002) :" إن ما نحن ما بصدده اليوم من احتفاء ليس مجرد احتفال بمهنة أو حرفة، بل هو تكريم وتنويه بفاعل أساسي في الحياة العامة الوطنية، وإشادة بشريك لا محيد عنه في بناء الصرح الديمقراطي"، وفي الأخير، يصاب صحفي داخل زنزانته ب"الجْرْبَة"، إضافة إلى إذاقته العذاب إثر تنقيله من سجن يبعد عن الآخر بأزيد من 600 كيلومتر، ودون أكل أو شرب قبل وخلال وبعد الوصول، وفي الغد يحضر لجلسة المحاكمة؟؟". وكشف المهداوي عن أوضاعه داخل زنزانته حيث أصبح "ينظف الأرضيات والجنبات النتنة، و"يضرب الشيفون" أمام سجناء الحق العام، بحسب تعبيره. وتابع المهداوي في رسالته "كيف يقول الملك "لقد أصبحت الصحافة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بمثابة السلاح الذي يعتد به في المعارك، كما غدت أعظم المعارك ضراوة تلك التي تخاض من أجل كسب رهان الرأي العام، فالحرية والمسؤولية هما عماد مهنتكم ومنبع شرفها فعليكم رعاكم الله أن تمارسوا مهنتكم بإقدام وحكمة وموضوعية متحلين بالفضيلة المثلى المتمثلة في الرؤية وعمق التبصر"، وفي الأخير، تجد الصحفي مذعورا داخل زنزانته انفرادية في سجن "عكاشة" بعد أن فاجأته الجرذان والفئران، دون أن يرى نور الشمس لمدة 23 ساعة متواصلة، كما يتم حرمانه من زيارة طبيب الأسنان، حيث فاتته ثلاثة مواعيد متتالية لمعاينة حالة الفم، إضافة إلى معاناته مع حاسة البصر حيث أصبح في حاجة إلى نظارات جديدة، وهي المطالب التي نقلها للمسؤولين في السجن دون رد. ووجه المهداوي حديثه إلى "دبروا اعتقاله" بالقول: "الغلبة لكم اليوم، فالشرطة معكم والنيابة العامة معكم، وقد يكون القضاء معكم، فاصنعوا به ما شئتم، وبسُلافة ما شئتم، وبيوسف ما شئتم، وببشرى ما شئتم، وبالوطن ما شئتم، وبأبنائه ما شئتم ولكن حسابكم عند الله عسير". وأضاف "كما أقول للقاضي الذي سيبث في ملفي: يا سيدي القاضي، لقد حان وقت الحسم، إما أن تكون مع الملك وأبي بكر الصديق والإسلام، وبالتالي مع الله، وإما أن تكون مع الوكيل العام والفتيت ومن في صفهما.. فأنا أتحدى الجميع إن ثبت أنني متورط في أي فعل جرمي مما تدعون، فاحكموا علي بعشرين سنة سجنا نافذا، نعم عشرون سنة".